﴿إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ﴾: فالله سبحانه وتعالى رحيمٌ بالنّاس وبضعفهم، وهو الخالق، العليم بخلقه، وهو اللّطيف بهم، فلا تضيّقوا واسعاً فرحمته وسعت كلّ شيءٍ، ولو شاء لأذهَبَنا وأتى بآخرين، لكنّه سبحانه وتعالى يريد ويحبّ من العبد أن يكون توّاباً، كلّما أذنب عاد وتاب واستغفر من ذنبه.
﴿وَكَانَ اللّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا﴾: أي أنّ الإنسان عندما خلقه الله سبحانه وتعالى لم يتركه كما يقول بعضهم، فنم؛ لأنّه لا ينام، واسترح فإنّه سبحانه وتعالى هو الوكيل طالما أخذت بأوامره جلَّ جلاله.
قال أبو هريرة رضي الله عنه: قام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في صلاةٍ وقمنا معه، فقال أعرابي وهو في الصّلاة: “اللّهمّ ارحمني ومحمّداً ولا ترحم معنا أحداً”، فلمّا سلّم النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال للأعرابي: «لقد حجّرت واسعاً»([1])، يريد رحمة الله سبحانه وتعالى، فرحمته سبحانه وتعالى هي لكلّ خلقه، وله مئة رحمةٍ أنزل منها رحمةً واحدةً بها يتراحم الخلق جميعاً، والطّيور والبهائم والحيوانات، وادّخر الله سبحانه وتعالى تسعاً وتسعين رحمةً للآخرة.