﴿إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا﴾: بمجرد أن تأتيكم نعمة بسيطة يغتاظون منها، فهم لا يريدون لكم الخير على الإطلاق، أمّا إذا أصابتكم سيّئة، فإنّهم لا يريدون أن تلمّ بكم بل يريدون إصابة مباشرة من هذه السّيّئة؛ ليفرحوا بها، وهم إنّما يفرحون حين يتأكّدون أنّ السّيّئة قد نزلت بكم في الصّميم، انظروا إلى دقّة الأداء القرآنيّ.
﴿وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ﴾: هذا قانون إلهيّ، وقد قدّم الله سبحانه وتعالىالصّبر على التّقوى، فالضّرر لن يقع إذا أنت تسلّحت بالسّلاحين معاً؛ لأنّ الصّبر على ما أصابك هو جزء من إيمانك، فإن لم تهلع ولم تجزع وصبرت فقد انتصرت، و«الصّبر نصف الإيمان»([1]) كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم ، لذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة]، قال: ﴿الصَّابِرِينَ﴾، ولم يقل (المتّقين).
﴿لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا﴾: مهما كادوا لكم ومهما مكروا فلن يضرّوكم، فهم لا يعرفون أنّ الله سبحانه وتعالىأدخل المؤمنين في معيّته، وعندما قال قوم سيّدنا موسى له: ﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾ [الشّعراء: من الآية 61]، كان جوابه: ﴿قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾[الشّعراء].