﴿إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ﴾: وفي آيةٍ أخرى يقول تعالى: ﴿مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى﴾[طه]، فإنّما أنزلنا القرآن الكريم تذكرة؛ أي: تذكيراً لمن يخشى؛ أي: لمن يخاف من الله عز وجل بمهابة وإجلال.
﴿فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا﴾: السّبيل: الطّريق؛ أي: فمن شاء الانتفاع بتذكير الله تعالى له اتّخذ إلى ربّه طريقاً يوصله إلى الغاية من التّذكرة، وهي الاهتداء بآيات القرآن الكريم، وتحديد الغاية والهدف إنّما يهدف إلى إيضاح السّبيل أمام الإنسان ليسلك الطّريق الموصل إلى تلك الغاية.
ونتأمّل الآية نجد أنّ الله تعالى ذكر السّبيل بصيغة النّكرة، فقال: ﴿سَبِيلًا﴾؛ أي: وجهة وطريقاً إلى الخير، ووجوه الخير كثيرة، قد تكون في الصّلاة أو الصّيام أو الزّكاة أو مساعدة المحتاجين، فما دمت قد سلكت سبيل الإيمان بالله تعالى ورسوله ﷺ فلك أن تُعرف بسلوك سبيل من سبل الخير والطّاعات.