الآية رقم (29) - إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا

﴿إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ﴾: وفي آيةٍ أخرى يقول تعالى: ﴿مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى﴾[طه]، فإنّما أنزلنا القرآن الكريم تذكرة؛ أي: تذكيراً لمن يخشى؛ أي: لمن يخاف من الله عز وجل بمهابة وإجلال.

﴿فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا﴾: السّبيل: الطّريق؛ أي: فمن شاء الانتفاع بتذكير الله تعالى له اتّخذ إلى ربّه طريقاً يوصله إلى الغاية من التّذكرة، وهي الاهتداء بآيات القرآن الكريم، وتحديد الغاية والهدف إنّما يهدف إلى إيضاح السّبيل أمام الإنسان ليسلك الطّريق الموصل إلى تلك الغاية.

ونتأمّل الآية نجد أنّ الله تعالى ذكر السّبيل بصيغة النّكرة، فقال: ﴿سَبِيلًا﴾؛ أي: وجهة وطريقاً إلى الخير، ووجوه الخير كثيرة، قد تكون في الصّلاة أو الصّيام أو الزّكاة أو مساعدة المحتاجين، فما دمت قد سلكت سبيل الإيمان بالله تعالى ورسوله ﷺ فلك أن تُعرف بسلوك سبيل من سبل الخير والطّاعات.

﴿إِنَّ﴾: حرف توكيد مشبّه بالفعل.
﴿هَذِهِ﴾: ها: حرف تنبيه.
ذه: اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ نصب اسم “إنّ”.
﴿تَذْكِرَةٌ﴾: خبر “إن” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿فَمَنْ﴾: الفاء: حرف استئناف.
من: اسم شرط جازم مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ.
﴿شَاءَ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح.
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿اتَّخَذَ﴾: تعرب إعراب “شاء”.
﴿إِلَى رَبِّهِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بالفعل “اتخذ”، و”الهاء”: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿سَبِيلًا﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
وجملة “إن هذه تذكرة” لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة “من شاء” لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة “شاء” في محلّ رفع خبر المبتدأ “من”.
وجملة “اتخذ” لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء أو “إذا”.