الآية رقم (59) - إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ

عندما جحد شعب بني إسرائيل وأنكر وخلق كلّ هذه البلبة حول السّيّد المسيح، جاءهم القول الفصل بالحجّة الأقوى، فإذا كان عيسى عليه السلام قد جاء بدون أب، فإنّ آدم عليه السلام قد جاء بدون أب وبدون أمّ، فلماذا تكذّبون وتنكرون على السّيّد المسيح مجيئه من دون أب؟!

إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ: إن واسمها عيسى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر

عند: ظرف متعلق بمحذوف خبر.

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه.

كَمَثَلِ: متعلقان بمحذوف خبر

آدَمَ: مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والعجمة. والجملة استئنافية

خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ: فعل ماض ومفعول به والفاعل هو والجار والمجرور متعلقان بخلقه

ثُمَّ قالَ لَهُ: عطف على خلقه

كُنْ: فعل أمر تام والفاعل أنت والجملة مقول القول

فَيَكُونُ: فعل مضارع تام والجملة معطوفة.

 

إِنَّ مَثَلَ عِيسى: المثل: الشأن الغريب والحال المدهشة.

عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ: أي كشأنه في خلقه من غير أم ولا أب، وهو من تشبيه الغريب بالأغرب

ليكون أوقع في النفس وأقطع لقول الخصم.

والمراد أنّ شبه عيسى وصفته في خلق الله إياه على غير مثال سبق، كشأن آدم في ذلك، ثم فسّر هذا المثل بقوله:

خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ: أي خلق قالبه وقدر أوضاعه وكون جسمه من تراب ميّت أصابه الماء، فكان طينًا لازباً لزجاً.

ثم قال له: كن بشرًا، فكان، وكذلك عيسى قال له:كن من غير أب فكان.