إذا كنّا أمهلنا هؤلاء المكذّبين في الدّنيا إلى أجل قليل أنزلنا بهم بعده عقاباً في الدّنيا كهذا العذاب الّذي نزل بهم في معركة بدر، فإنّه ينتظرهم في الآخرة عذابٌ أشدّ جزاءَ تكذيبهم رسلنا ورسالاتنا إليهم.
﴿إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا﴾: أي: عندنا في الآخرة قيود عظام ثقال لا تنفكّ أبداً، فالأنكال عقوبة من ألوان العذاب، فالسّلاسل والقيود في حدّ ذاتها عذابٌ نفسيٌّ للمقيّد بالقيود وإذلال وقهر له، فيا مَنْ كنتَ تكذِّب بآيات الله عز وجل وتصدّ عن سبيله وتحارب دينه ورسله والمؤمنين بمنهجه عز وجل قد تركناك في الدّنيا حرّاً، وأعطيناك المهلة والإملاء، وها أنت الآن مقيّد بالقيود والسّلاسل.
﴿وَجَحِيمًا﴾: الجحيم اسمٌ من أسماء النّار، وهو ما عَظُمَ منها، فالجحيم مأخوذة من الجموح، جمحت النّار: اضطربت، وعندما ترى النّار متأجّجة يُقال: جحمت النّار؛ أي: أصبح لهيبها مُضَاعفاً.