الآية رقم (190) - إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ

والله سبحانه وتعالى لم يأمرك بوصفك مؤمناً أن تفرض الإيمان فرضاً على النّاس، بل طلب منك أن تناقش الأمور عقليّاً وعلميّاً فقال: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ، وكلّما ازداد الإنسان علماً ازداد إيماناً؛ لأنّه يصل إلى الحقيقة المطلقة وهي أنّ الله سبحانه وتعالى هو الخالق؛ لذلك قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «ويل لمن قرأها ولم يتفكّر فيها»، فهي آيات فكر.

﴿لِّأُوْلِي الألْبَابِ: هم أولو العقول.

 


([1]) صحيح ابن حبّان: كتاب الرّقائق، باب التّوبة، الحديث رقم (620).

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ: إن واسمها آيات منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم واللام هي المزحلقة وقيل هي لام الابتداء في خلق متعلقان بمحذوف خبر إن والأرض واختلاف عطف

لِأُولِي الْأَلْبابِ: اللام حرف جر أولي اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت النون للإضافة والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة آيات الألباب مضاف إليه والجملة مستأنفة.

إِنَّ فِي خَلْقِ الخلق: التقدير والترتيب الدال على النظام والإتقان.

السَّماواتِ: كل ما علاك مما تراه في الأعلى.

وَالْأَرْضِ: ما تعيش عليه، وهو بشكل كروي، كوكب دائر غير ثابت

وخَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ: إيجادهما من غير مثال سابق، ويشمل كل ما فيهما من العجائب.

اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ: تعاقبهما ومجيء كل منهما خلف الآخر، مع زيادة ونقصان بحسب الفصول والموقع الجغرافي

من الكرة الأرضية.

لَآياتٍ: لأدلة على وجود الله وقدرته ووحدانيته.

لِأُولِي الْأَلْبابِ: لذوي العقول.