سئلت السيّدة عائشة رضي الله عنها: أخبرينا بأعجب شيء رأيتِه من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قال: فسكتت ثمّ قالت: لـمّا كان ليلة من اللّيالي قال: «يا عائشة، ذريني أتعبّد اللّيلة لربّي»، قلت: والله إنّي لأحبّ قربك وأحبّ ما سرّك، قالت: قام فتطهّر ثمّ قام يصلّي، قالت: فلم يزل يبكي حتّى بلّ حجره، قالت: ثمّ بكى فلم يزل يبكي حتّى بلّ لحيته، قالت: ثمّ بكى فلم يزل يبكي حتّى بلّ الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصّلاة فلمّا رآه يبكي قال: يا رسول الله، لمَ تبكي وقد غفر الله لك ما تقدّم وما تأخّر؟ قال: «أفلا أكون عبداً شكوراً، لقد نزلت عليّ اللّيلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكّر فيها: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ﴾ﱢ»([1]).
إذاً علينا بهدوء ورويّة أن نتفكّر بها، وأن نتأمّلها كما كان النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم.