الآية رقم (3) - إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ

﴿شَانِئَكَ﴾: الشّانئ: هو الـمُبغض.

﴿الْأَبْتَرُ﴾: هو المقطوع النّسل والعقِب، أو الـمُنقطِع عن كلّ خيرٍ.

وقد ذكرنا أنّ هذه الآية نزلت لتعديل المعايير البشريّة وردّها إلى معيار الحقّ سبحانه وتعالى ، فالذّكر الحقيقيّ ليس ذكر النّسب والدّمّ، إنّما ذكر المعنى والأثر، وعلى هذا المعنى لا يكون الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم هو الأبتر؛ لأنّه موصول النّسب في أبناء أمّته جميعهم، والأبتر هو من اتّهمه هذا الاتّهام وأطلق عليه هذه المقولة، وسيظلّ رسول الله محمّدٌ مذكوراً حتّى بعد موته إلى أن يرث الله سبحانه وتعالى  الأرض ومن عليها على ألسنة تابعيه وفي قلوبهم وفي أرواحهم، وفي كلّ أذانٍ وفي كلّ وقتٍ، فحيثما ذُكر اسمه الكريم : ذُكِر حُكمٌ من أحكام الله سبحانه وتعالى ، فكيف يكون محمّدٌ أبترَ؟ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ذكره موصولٌ بالآخرة، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشّرح]،  ويرتفع يوم القيامة ارتفاعاً يشمل الإنسانيّة كلّها من آدم إلى قيام السّاعة، حيث يتراجع الأنبياء كلّهم عن الشّفاعة، ولا يتصدّى لها إلّا محمّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم، فذكره يتعدّى أمّته ومن جاء قبله وبعده.

إِنَّ شانِئَكَ: إن واسمها

هُوَ: ضمير فصل

الْأَبْتَرُ: خبر إن والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.

﴿شَانِئَكَ﴾: الشّانئ: هو الـمُبغض.

﴿الْأَبْتَرُ﴾: هو المقطوع النّسل والعقِب، أو الـمُنقطِع عن كلّ خيرٍ.