انتقل الحقّ إلى المقابل، فالله تعالى منح الإنسان الاختيار بين المتقابلات: الإيمان والكفر، التّقوى والفجور، الهداية والضّلالة، النّعيم والجحيم، الجنّة والنّار، لذلك ذكر لنا الحقّ تعالى عقاب وحساب الّذين كفروا وكذّبوا، ثمّ يذكر لنا المتّقين الّذين آمنوا وصدّقوا، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ﴾، تلك ظلالٌ وارفة في حدائق غنَّاء، لا كتلك الظّلال الّتي من يحموم الّتي لا تغني من اللّهب.
فالمتّقون في جنّات، هي الظّلال، ويضاف إليها العيون والأنهار والنّعيم، فهم في ظلال وعيون تجري بالماء، والعيون ليست هي الآبار، إنّما هي فتحات كالعيون ينبع منها الماء، وهذا أبهج.