﴿الْإِنسَانَ﴾: المراد: جنس الإنسان، وقيل: الـمُراد به هنا: الكافر.
﴿لَكَنُودٌ﴾: الكنود: الجحود الكفور الّذي يجحد نعمة الله سبحانه وتعالى عليه، من كند: إذا قطع، كأنّه يقطع ما ينبغي أن يواصله من الشّكر.
وصف الله سبحانه وتعالى الإنسان بأنّه كنودٌ؛ أي لا يتذكّر أحياناً أنّ مهمّة عقله تتعلّق بالإيمان بالله عزَّ وجل، فهو بهذا الجحود لا يتقبّل النّوائب والمصائب الّتي يتعرّض لها، قال ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما: إنّ هذه الآية نزلت في قرط بن عبد الله بن نوفل القرشيّ، اجتمعت فيه هذه الخصال، وقيل: إنّها نزلت في الوليد ابن المغيرة. فالكنود هو الّذي خالف العهد، وجَانَب الصّدق، وألِف الهوى، لكنّ الله سبحانه وتعالى هنا حكم على جنس الإنسان بهذا، فذكّره بذلك، وذكر الأمر مُعرّفاً بالألف واللّام ﴿الْإِنسَانَ﴾ الّذي يتسخّط من ربّه عزَّ وجل، وكلّما لحقته مصيبةٌ نسي النّعم ونظر إلى النّقم، هذا الإنسان لا ينتج منه خيرٌ أو نفعٌ، لا له ولا لغيره، كالأرض الكنود الّتي لا تُنبت شيئاً.