الآية رقم (13) - إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ

وإذا قال قائلٌ: الكتاب والنّبيّون من الحسيّات، نقول له: هذا غير صحيحٍ، فهم حسيّون في الأفراد لكنّهم من حيث المعنى غيبٌ؛ لأنّنا لم نرَ جبريل عليه السَّلام  عندما نزل على سيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثمّ ينتقل السّياق إلى البرّ في السّلوك العمليّ بالحديث عن المال ودوره في حركة الحياة في المجتمع: ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة]، فكأنّ مسألة المال وإنفاقه في وجوه الخير المحض هي الأهمّ في سلوك المؤمن، فجاء ذكرُ الإنفاق العامّ على هؤلاء الأصناف: ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السّبيل والسّائلين وفي الرّقاب، قبل ذكر الصّلاة والزّكاة، وهذا هو البرّ.

إِنَّ الْأَبْرارَ: إن واسمها

لَفِي: اللام المزحلقة

في نَعِيمٍ: متعلقان بمحذوف خبر إن والجملة مستأنفة لا محل لها

﴿الأَبْرَارَ﴾: جمع بارّ، والمصدر: البِرُّ، وهي كلمةٌ تجمع خصال الخير كلّها،