الآية رقم (91) - إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ

أي: من مات على الكفر فلن يقبل منه عمل خير أبداً، ولو كان قد أنفق ملء الأرض ذهباً فيما يراه قربة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلتُ: يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهليّة يصل الرّحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا ينفعه، إنّه لم يقل يوماً: ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدّين»([1]). وكذلك لو افتدى بملء الأرض أيضاً ذهباً ما قُبل منه، كما قال تعالى: (وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ) [البقرة: من الآية 123]، وقال سبحانه وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [المائدة]،  ويقتضي ذلك ألّا ينقذ الكافر من عذاب الله شيء، ولو افتدى نفسه من الله بملء الأرض ذهباً، بوزن جبالها وتلالها وترابها ورمالها وسهلها ووعرها وبرّها وبحرها. عن النّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم قال: «يُقال للرّجل من أهل النّار يوم القيامة: أرأيت لو كان ما على الأرض من شيء أكنت مفتدياً به؟ فيقول: نعم، فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً فأبيت إلّا أن تشرك بي»([2]).

 


([1]) صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب الدّليل على أنّ من مات على الكفر لا ينفعه عمل، الحديث رقم (214).
([2]) مسند أحمد بن حنبل: مسند المكثرين من الصّحابة، مسند أنس بن مالك رضي الله عنه الحديث رقم (12311).

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا: تقدم إعرابها

وَماتُوا: عطف على كفروا

وَهُمْ كُفَّارٌ: مبتدأ وخبر والجملة في محل نصب حال

فَلَنْ يُقْبَلَ: الفاء رابطة للجواب لما في الموصول من معنى الشرط

يُقْبَلَ: فعل مضارع مبني للمجهول

مِنْ أَحَدِهِمْ: متعلقان بيبقبل

مِلْءُ: نائب فاعل

الْأَرْضِ: مضاف إليه

ذَهَباً: تمييز

وَلَوِ افْتَدى بِهِ: الواو للاعتراض لو شرطية غير جازمة افتدى فعل ماض وهو في محل جزم فعل الشرط به متعلقان بافتدى وجواب الشرط محذوف تقديره: فلن يقبل منه، ولو وما بعدها جملة اعتراضية.

أُولئِكَ: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ

لَهُمْ: متعلقان بمحذوف خبر مقدم

عَذابٌ: مبتدأ مؤخر

أَلِيمٌ: صفة وجملة لهم عذاب أليم خبر أولئك وجملة أولئك استئنافية.

وَما لَهُمْ: الواو عاطفة ما نافية لهم متعلقان بمحذوف خبر

مِنْ ناصِرِينَ: من حرف جر زائد ناصرين اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ، والجملة معطوفة على ما قبلها.

مِلْءُ الْأَرْضِ: مقدار ما يملؤها.

أَلِيمٌ: مؤلم.

ناصِرِينَ: مانعين منه.