أي: من مات على الكفر فلن يقبل منه عمل خير أبداً، ولو كان قد أنفق ملء الأرض ذهباً فيما يراه قربة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلتُ: يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهليّة يصل الرّحم ويطعم المسكين فهل ذاك نافعه؟ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا ينفعه، إنّه لم يقل يوماً: ربّ اغفر لي خطيئتي يوم الدّين»([1]). وكذلك لو افتدى بملء الأرض أيضاً ذهباً ما قُبل منه، كما قال تعالى: (وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ) [البقرة: من الآية 123]، وقال سبحانه وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [المائدة]، ويقتضي ذلك ألّا ينقذ الكافر من عذاب الله شيء، ولو افتدى نفسه من الله بملء الأرض ذهباً، بوزن جبالها وتلالها وترابها ورمالها وسهلها ووعرها وبرّها وبحرها. عن النّبيّ صلَّى الله عليه وسلّم قال: «يُقال للرّجل من أهل النّار يوم القيامة: أرأيت لو كان ما على الأرض من شيء أكنت مفتدياً به؟ فيقول: نعم، فيقول: قد أردت منك أهون من ذلك، قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئاً فأبيت إلّا أن تشرك بي»([2]).