﴿حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾: علّق الله سبحانه وتعالى دخولهم الجنّة بمستحيلٍ عقلاً وعلماً وفعلاً، وسمّ الخياط أي ثقب الإبرة، وهذا بالتصّوّر العقليّ لا يمكن، قال بعض المفسّرين: ما علاقة الجمل بسمّ الخياط، أي بثقب الإبرة؟ الجواب: هناك حبالٌ غلاظٌ توضع للسّفن تسمّى جملاً، وما دام يستحيل عقليّاً وعلميّاً وفعليّاً أن يدخل هؤلاء في سمّ الخياط، فمن المستحيل أن تفتّح أبواب رحمات السّماء لأولئك الّذين كذّبوا واستكبروا.
﴿وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ﴾: مرّةً يقول: ﴿نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾، ومرّةً أخرى: ﴿نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ﴾، فهؤلاء قد أجرموا بحقّ أنفسهم، وأجرموا بحقّ خلق الله سبحانه وتعالى أيضاً؛ لأنّهم لم يتّبعوا منهجه سبحانه وتعالى الّذي هو منهج الخير: لا تسرق، لا تزنِ، لا تعتدِ، لا تقتل، لا تنمّ، لا تغتب، لا تؤذِ، افعل الخيرات، افعل المباحات، ابتعد عن حُرمات الآخرين.. إذاً هو مجمل الخير، فالإنسان الّذي لا يتّبع المنهج هو مجرمٌ؛ لأنّه يجرم بحقّ نفسه، وبحقّ غيره، ويتعدّى على حقوق الآخرين.