الآية رقم (97) - إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا

﴿ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ﴾: الإنسان قد يظلم غيره ويظلم نفسه، وظلم النّاس هو أشدّ الظّلمات على الإنسان، ففي الحديث القدسيّ: «يا عبادي إنّي حرّمت الظّلم على نفسي وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا»([1])، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله سبحانه وتعالى حجابٌ، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «ثلاثة لا تردّ دعوتهم؛ الصّائم حتّى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السّماء، ويقول الربّ: وعزّتي لأنصرنّك ولو بعد حين»([2])، لكنّ الإنسان الّذي يظلم نفسه هو الّذي يقدّم شهوةً عاجلةً على نعيمٍ دائمٍ، مثلاً: يقرّر إنسانٌ أن يزني أو يسرق، فهو يقدّم شهوةً، وهذه الشّهوة تعقبها ندامة وحسرة وعقاب في الآخرة، فأنت ظلمت نفسك ولم تعطِ نفسك؛ لأنّك حرمتها من نعيمٍ مقيمٍ ودائمٍ إلى فترةٍ بسيطةٍ وقليلةٍ من المتعة أو الشّهوة.

إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ: إن واسم الموصول اسمها وتتوفاهم فعل مضارع والهاء مفعوله والملائكة فاعله والجملة صلة الموصول

ظالِمِي: حال منصوبة بالياء وحذفت النون للإضافة

أَنْفُسِهِمْ: مضاف إليه

قالُوا: فعل ماض وفاعل والجملة خبر إنّ

فِيمَ كُنْتُمْ: ما اسم استفهام مبني على السكون في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر كنتم وحذفت ألفها لدخول حرف الجر عليها والجملة مقول القول

قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ: كان واسمها وخبرها الذي تعلق به الجار والمجرور بعده والجملة مقول القول وجملة «قالُوا» مستأنفة

أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً: فعل مضارع ناقص مجزوم بلم واسمها وخبرها والله لفظ الجلالة مضاف إليه والهمزة للإستفهام والجملة مفعول به بعد قالوا

فَتُهاجِرُوا فِيها: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد فاء السببية والواو فاعل والمصدر المؤول معطوف على مصدر مقدر من الفعل السابق. والجار والمجرور فيها متعلقان بالفعل قبلهما

فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ: اسم الإشارة مبتدأ مأواهم مبتدأ ثان مرفوع بالضمة المقدرة على الألف خبره جهنم والجملة الاسمية خبر المبتدأ أولئك

وَساءَتْ مَصِيراً: فعل ماض للذم مصيرا تمييز والفاعل ضمير مستتر يفسره هذا التمييز والمخصوص بالذم محذوف أي: جهنم والجملة مستأنفة.

تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ: أي قبضت أرواحهم حين الموت

ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ: بالمقام مع الكفار وترك الهجرة قالُوا لهم موبخين: فِيمَ كُنْتُمْ

فِيمَ كُنْتُمْ : أي في أي شيء كنتم في أمر دينكم؟

مُسْتَضْعَفِينَ: عاجزين عن إقامة الدين

مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ: مسكنهم