الآية رقم (62) - إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

أي كلّ الرّسالات الّتي جاءت قبل الإسلام، وكلّ من آمن بالله وأتبع إيمانه بالعمل الصّالح. والإيمان دائماً مرتبط بالعمل الصّالح؛ لأنّ الإيمان هو ما وقر في القلب وصدّقه العمل، وليس مجرّد كلمة تُقال، بل لا بدّ من أن يتبعها العمل الصّالح.

وكلّما جاءت كلمة الإيمان في القرآن الكريم أتبعت بالعمل الصّالح، في مثل قوله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا  ]الكهف[، وقوله: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ]العصر[، والمؤمن دائماً مصدر للخير.

﴿وَالَّذِينَ هَادُوا﴾: لقول فريق من بني إسرائيل: ﴿إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ  ]الأعراف: من الآية 156[، أي تُبنا ورجعنا إليك.

فهم الّذين تابوا ومشوا مع سيّدنا موسى عليه السَّلام.

﴿وَالنَّصَارَىٰ: سبب تسميتهم بذلك:

– أنّهم الّذين اتّبعوا سيّدنا المسيح عيسى عليه السَّلام كما قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ]آل عمران[.

– أو لأنّهم من النّاصرة.   

﴿وَالصَّابِئِينَ: الصّابئون: كانوا في الجاهليّة يقولون لمن أسلم في شبه الجزيرة العربيّة في بداية الدّعوة إلى الإسلام: صَبَأَ، أي خرج عن معتقد الآباء، ورفض أن يعبد الأصنام، وهم الّذين رفضوا أن يعبدوا الأوثان.

فكلّ الّذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى واتّبعوا الرّسالات السّابقة يشملهم قوله تعالى: ﴿فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.

إِنَّ: حرف مشبه بالفعل.

الَّذِينَ: اسم موصول في محل نصب اسمها.

آمَنُوا: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول.

وَالَّذِينَ: معطوف على الذين الأولى.

هادُوا: مثل آمنوا.

وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ: معطوفان على الذين.

مَنْ: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب بدل من اسم إن، ويجوز إعرابها شرطية مبتدأ.

آمَنَ: فعل ماض والفاعل هو والجملة صلة الموصول.

بِاللَّهِ: متعلقان بالفعل.

وَالْيَوْمِ: معطوف على الله.

الْآخِرِ: صفة اليوم.

وَعَمِلَ: الجملة معطوفة على أمن.

صالِحاً: مفعول به.

فَلَهُمْ: الفاء رابطة لجواب الشرط في المعنى ولهم متعلقان بالخبر المحذوف.

أَجْرُهُمْ: مبتدأ والجملة خبر إن، أو جواب الشرط.

عِنْدَ: ظرف مكان متعلق بالمصدر أجر أو بحال محذوفة تقديرها محفوظا عند ربهم.

رَبِّهِمْ: مضاف إليه.

وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ: لا نافية لا عمل لها لأنها تكررت. وهذه الجملة سبق إعرابها مع الآية «38» .

هادُوا: تهودوا، من هاد: إذ دخل في اليهودية.

وَالَّذِينَ هادُوا هم اليهود وَالنَّصارى: أتباع عيسى عليه السلام

وَالصَّابِئِينَ: طائفة من اليهود أو النصارى عبدوا الملائكة أو الكواكب.

مَنْ آمَنَ منهم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ: في زمن نبينا وَعَمِلَ صالِحاً بشريعته فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ ثواب أعمالهم.