هذه الآية من الآيات الثّماني الّتي ذكرها عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه، وذكرناها سابقاً.
يقول النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «من قال: لا إله إلّا الله دخل الجنّة»([1])، انظر لعظمة هذا الدّين، فلا يجعل أحدٌ من نفسه قاضيّاً على النّاس ويقول لهذا: أنت كافرٌ، ولهذا: أنت ستدخل الجنّة، ولهذا: أنت إلى النّار…
﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ﴾؛ لأنّ قمّة العقيدة قول: لا إله إلّا الله.
﴿وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾: يجب على الإنسان ألّا يقنط من رحمة الله سبحانه وتعالى مهما فعل من الذّنوب، ومهما ارتكب من الآثام والمعاصي، ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزّمر]، فالله سبحانه وتعالى قريبٌ يُجيب دعوة الداعي، لكنّ المهمّ أن يعزم الإنسان على ألّا يعود لمقارفة الإثم، فقد قال أبو الأسود الدّيلي: إنّ أبا ذرّ رضي الله عنه حدّثه قال: أتيت النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وعليه ثوبٌ أبيضٌ وهو نائمٌ، ثمّ أتيته وقد استيقظ فقال: «ما من عبدٍ قال: لا إله إلّا الله ثمّ مات على ذلك إلّا دخل الجنّة»، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق»، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق»، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: «وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذرّ»، وكان أبو ذرّ إذا حدّث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذرّ([2])