الآية رقم (19) - إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ

كلمة الإسلام تعني الخضوع والاستسلام لأمر الله سبحانه وتعالى، فكلّ الأديان اسمها (إسلام)، لكن هذا الاسم أصبح عَلَماً على الدّين الخاتَم فصار الإسلام يُطلَق على الدّين الّذي جاء به محمّد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ لأنّه خاتَم الرّسل، وإلّا لما أصبح الإسلام عَلَماً على هذا الدّين وهذه الشّريعة.

(وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ): هذه الآيات نزلت في اليهود الّذين أوتوا الكتاب، فرغم أنّهم كانوا يبشّرون بظهور النّبيّ إلّا أنّهم أصبحوا يشكّكون ويرفضون الإيمان بما جاء به بغياً بينهم، والبغي هو تجاوز الحقّ.

(وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسَاب): من يجحد ويستر آيات الله البيّنات، فإنّ الله سريع الحساب في الدّنيا والآخرة، وهذه السّرعة هي حسب مقياس ربّ العالمين، فعمر الإنسان والكون لا يُساوي شيئاً؛ لذلك قد نرى أنّ الحساب ما زال بعيداً، فنعيش ونحن نعصي ونستبعد العقاب، ولكنّ الزّمن مخلوق من مخلوقات الله، يُقاس حسب مقاييس الله، وليس حسب مقاييسنا (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا) [المعارج].  

إِنَّ الدِّينَ: إن واسمها

عِنْدَ: ظرف متعلق بمحذوف حال

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

الْإِسْلامُ: خبرها

وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ: الواو استئنافية وما نافية وفعل ماض وفاعل

أُوتُوا الْكِتابَ: فعل ماض مبني للمجهول ونائب فاعل وهو المفعول الأول

الْكِتابَ: مفعول به ثان. والجملة صلة الموصول

إِلَّا: أداة حصر

مِنْ بَعْدِ: متعلقان باختلف.

مَا: مصدرية

جاءَهُمُ الْعِلْمُ: فعل ماض ومفعول به وفاعل.

وما المصدرية مع الفعل في محل جر بالإضافة.

بَغْياً: مفعول لأجله

بَيْنَهُمْ: ظرف مكان متعلق ببغيا.

وَمَنْ: الواو استئنافية من اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ

يَكْفُرْ: فعل مضارع فعل الشرط مجزوم

بِآياتِ: متعلقان بيكفر «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه

فَإِنَّ اللَّهَ: الفاء رابطة لجواب الشرط وإن ولفظ الجلالة اسمها

سَرِيعُ: خبرها

الْحِسابِ: مضاف إليه. والجملة في محل جزم جواب الشرط.

وجملة «وَمَنْ … » استئنافية. وفعل الشرط وجوابه خبر من.

إِنَّ الدِّينَ: أي الملة والشرع، والمراد: الدين المرضي هو «الإسلام»

الإسلام: أي الشرع المبعوث به الرسل المبني على التوحيد.

وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ: اليهود والنصارى، في الدين، بأن وحّد بعض وكفر بعض

إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ: بالتوحيد بَغْياً حسداً أو ظلماً من الكافرين

سَرِيعُ الْحِسابِ: المجازاة له.