(وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ): إقامة الصّلاة هي إعلان استدامة ولاءٍ لله سبحانه وتعالى، وهي الرّكن الّذي لا يسقط عن المسلم، وهي عماد الدّين قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصّلاة»([2])، وإقامة الصّلاة هي أداؤها بأركانها وشروطها وفرائضها وسننها وقبلتها ووضوئها وطهارتها كما أمر بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، إذاً فقد أتى بركنين اثنين من أركان الإيمان؛ الإيمان بالله واليوم الآخر، وأتى بركنين من أركان الإسلام؛ إقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة؛ لأنّ الزّكاة هي برهانٌ على صحّة الإيمان.
(وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ): أمرٌ طبيعيٌّ من يقوم بهذه المهامّ الإيمانيّة كلّها أن يكون لا يخشى إلّا الله سبحانه وتعالى لماذا قال سبحانه وتعالى: (وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ) في هذا الموضع؟ الجواب: لأنّ كثيراً ممّن يعتقد أنّه يقوم ببناء المساجد يحبّ أن يُعرَف ويتباهى بأنّه بنى المساجد ويقول سبحانه وتعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) ]الجنّ[، لذلك يجب أن يكون العمل خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى، فمن يعمر مساجد الله سبحانه وتعالى هو من يؤمن بالله واليوم الآخر ويقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة، وأهمّ شيءٍ أنّه لا يخشى إلّا الله سبحانه وتعالى ، ويعلم أنّ القوّة بيد الله سبحانه وتعالى وأنّ الضّرّ والنّفع لا يمكن أن يأتيه إلّا بإذن الله سبحانه وتعالى.