الآية رقم (7) - إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ

وفي آيةٍ أخرى يقول تعالى: ﴿إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ﴾[الأنعام: من الآية 134]، ووعده وإيعاده لا بدّ أن يتحقّق وأن يأتي أوانه فيصبح واقعاً، لذلك قال عز وجل: ﴿لَوَاقِعٌ﴾؛ أي: متحقّق في عالم الواقع، وستشهدونه بأنفسكم، وفي آيةٍ أخرى يقول عز وجل: ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ﴾ [الذّاريات]، فما وعدكم الله تعالى به آتٍ وواقع وصادق، وسواء كان المقسَم به هو الرّياح أم الأنبياء أم القرآن الكريم أم الملائكة فإنّ اجتماع هذا كلّه يدلّ على عظيم المقسَم عليه، وهو يوم القيامة، فالله تعالى إنّما يُقسِم بالعظيم على العظيم.

وكلمة: ﴿لَوَاقِعٌ﴾ لها وقعٌ عظيم وشديد على الأسماع والقلوب، تجعل القلوب ترتجف، ولذلك سمّيت القيامة بالواقعة، وجعل لها الحقّ تعالى سورة بهذا الاسم، وقد ذكر الحسن البصريّ أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قرأ قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ﴾ [الطّور]، فربا منها ربوةً عِيدَ منها عشرين يوماً؛ أي: مرض منها وزاره العُوَّاد عشرين يوماً.

«إن» حرف مشبه بالفعل

«ما» اسمه

«تُوعَدُونَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة صلة ما

«لَواقِعٌ» اللام المزحلقة

«واقع» خبر إن والجملة الاسمية جواب قسم لا محل لها.