الآية رقم (2) - إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ

هناك خمس صفات للمؤمنين وضّحها المولى سبحانه وتعالى لها ترتيبٌ عقائديٌّ وجوارحيٌّ، الصّفات العقائديّة المتعلّقة بالقلب.

أوّلاً: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾: الوجل: هو الخوف، كيف تقول هذا، وهناك آيةٌ تقول: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرّعد]؟ الظّاهر أنّ هناك تعارضٌ بين الآيتين، والحقيقة غير ذلك، فهناك إشراقات مهابةٍ لصفات الجلال، وهناك حنانيّةٌ لصفات الجمال، فإذا ذُكر العذاب وجلت قلوبهم، وإذا ذُكرت الرّحمة والجنّة اطمأنّت قلوبهم، فهم يتفاعلون مع ذكر الله سبحانه وتعالى، ففي قوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ أي أنّ هذه القلوب تتفاعل عندما يُذكر الله سبحانه وتعالى، وتضع بينها وبين صفات الجلال حاجزاً.

إِنَّمَا: كافة ومكفوفة.

الْمُؤْمِنُونَ: مبتدأ مرفوع.

الَّذِينَ: اسم موصول في محل رفع خبر والجملة مستأنفة.

إِذا: ظرف يتضمن معنى الشرط.

ذُكِرَ اللَّهُ: فعل ماض مبني للمجهول ولفظ الجلالة نائب فاعله والجملة في محل جر بالإضافة.

وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ: فعل ماض وفاعل والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

تُلِيَتْ: فعل ماض مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور «عَلَيْهِمْ»

آياتُهُ: نائب فاعل والجملة معطوفة.

زادَتْهُمْ: فعل ماض ومفعوله

إِيماناً: تمييز.

وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ: مضارع تعلق به الجار والمجرور قبله والواو فاعله والجملة معطوفة.

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ: الكاملو الإيمان.

ذُكِرَ اللَّهُ: أي وعيده. وَجِلَتْ خافت وفزعت.

زادَتْهُمْ إِيماناً: تصديقًا.

وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ: به يثقون لا بغيره وعليه يعتمدون وإليه يفوضون.