الآية رقم (93) - إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ

﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ﴾: طريق الإثم واللّوم والتّعنيف والتّوبيخ إنّما يتّجه إلى هؤلاء الأغنياء الّذين استأذنوا في القعود في المدينة عن الذّهاب إلى غزوة تبوك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والغنى إن أُطلق ينصرف إلى غنى المال.

﴿رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ ﴾: ومن يرضى أن يكون مع الخوالف فهو يتّصف بدناءة النّفس وانحطاط الهمّة، وقد رضي المنافقون بذلك.

﴿ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾: ويأتي الطّبع؛ أي الختم على قلوبهم من الله سبحانه وتعالى  حكماً نهائيّاً بسبب نفاقهم ونكثهم العهود وخيانتهم لله سبحانه وتعالى ولرسوله الكريم.

﴿فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾: لا يفهمون، ولا يعلمون شيئاً.

«إِنَّمَا»: كافة ومكفوفة.

«السَّبِيلُ»: مبتدأ.

«عَلَى الَّذِينَ»: متعلقان بمحذوف خبر، والجملة الاسمية مستأنفة.

«يَسْتَأْذِنُونَكَ»: مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو فاعل، والكاف مفعول به والجملة صلة الموصول.

«وَهُمْ أَغْنِياءُ»: مبتدأ وخبر والجملة في محل نصب حال.

«رَضُوا»: فعل ماض وفاعل والجملة في محل نصب حال على تقدير قد قبلها.

«بِأَنْ»: أن ناصبة.

«يَكُونُوا» مضارع ناقص منصوب، والواو اسمها والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان برضوا.

«مَعَ»: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر يكونوا.

«الْخَوالِفِ»: مضاف إليه.

«وَطَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ»: الجملة الفعلية معطوفة.

«فَهُمْ»: مبتدأ والفاء عاطفة.

وجملة «لا يَعْلَمُونَ»: خبره.

وجملة: «فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ» معطوفة.

يَسْتَأْذِنُونَكَ: أي في التخلف عن الجهاد.

رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ: استئناف لبيان ما هو السبب لاستئذانهم من غير عذر، وهو رضاهم بالدناءة والانتظام في جملة الخوالف من النساء والصبيان والعجزة، إيثارا للدعة والراحة.

وَطَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ: ختم عليها بسبب تقصيرهم حتى غفلوا عن سوء العاقبة.

فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ: لا يدركون مغبة عملهم.