﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ﴾: تكفّل الله بالتّوبة، لكن التّوبة على الله للذين يعملون السّوء بجهالة، فعندما فعل هذه السّيّئات وارتكب هذه المحرّمات كان يجهل العقوبة وقت وقوع المعصيّة ثمّ تاب.
﴿ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ﴾: من قريب حدّدها النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله: «إنّ الله تبارك وتعالى يقبل توبة العبد مالم يغرغر»([1])، والإنسان لا يعلم الوقت الّذي يحين فيه الأجل، لذلك عليه أن يُسارع إلى التّوبة.
﴿وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾: لماذا لم يقل هنا: وكان الله غفوراً رحيماً ما دام الموضوع هنا يتعلّق بالتّوبة؟ الله سبحانه وتعالىكان عليماً بصدق الإنسان وبأنّه لم يكن يخطّط لهذه المعاصي عن إصرار، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزّمر]، لكنّ الشّرط عندما عمل السّوء عن جهالة في ذلك الوقت تاب من قريب أي قبل أن يغرغر، وكان صادقاً في توبته، هنا تكون التّوبة الصّحيحة ويعفو الله تعالى عنه.