الآية رقم (17) - إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً

﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ﴾: تكفّل الله بالتّوبة، لكن التّوبة على الله للذين يعملون السّوء بجهالة، فعندما فعل هذه السّيّئات وارتكب هذه المحرّمات كان يجهل العقوبة وقت وقوع المعصيّة ثمّ تاب.

﴿ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ﴾: من قريب حدّدها النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بقوله: «إنّ الله تبارك وتعالى يقبل توبة العبد مالم يغرغر»([1])، والإنسان لا يعلم الوقت الّذي يحين فيه الأجل، لذلك عليه أن يُسارع إلى التّوبة.

﴿وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾: لماذا لم يقل هنا: وكان الله غفوراً رحيماً ما دام الموضوع هنا يتعلّق بالتّوبة؟ الله سبحانه وتعالىكان عليماً بصدق الإنسان وبأنّه لم يكن يخطّط لهذه المعاصي عن إصرار، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزّمر]، لكنّ الشّرط عندما عمل السّوء عن جهالة في ذلك الوقت تاب من قريب أي قبل أن يغرغر، وكان صادقاً في توبته، هنا تكون التّوبة الصّحيحة ويعفو الله تعالى عنه.

 


([1]) صحيح ابن حبّان: كتاب الرّقائق، باب التّوبة، الحديث رقم (628).

إِنَّمَا: كافة ومكفوفة

التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ: التوبة مبتدأ لفظ الجلالة مجرور بعلى ومتعلقان بمحذوف حال للذين متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ

يَعْمَلُونَ السُّوءَ: فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة صلة الموصول

بِجَهالَةٍ: متعلقان بيعملون

ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ: عطف على يعملون والجار والمجرور متعلقان بيتوبون

فَأُولئِكَ: الفاء استئنافية واسم الإشارة مبتدأ

جملة «يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ» خبره والجملة الاسمية معطوفة على إنما التوبة

وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً: كان ولفظ الجلالة اسمها وعليما حكيما خبرها والجملة مستأنفة.

إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ: أي التوبة التي كتب على نفسه قبولها بفضله السُّوءَ العمل القبيح أو المعصية.

بِجَهالَةٍ: جاهلين إذا عصوا ربهم.

والمراد بالجهالة: الجهل والسفه بارتكاب ما لا يليق بالعاقل، لا عدم العلم، وذلك يكون عند ثورة الشهوة أو الغضب

وكل من عصى الله فهو جاهل.