﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾: جعل العمل شرطاً لصحّة الإيمان، انتقلنا من العنصر الأوّل وهو الإيمان إلى العنصر الثّاني وهو العمل الصّالح، وأوّل ما يبدأ به العمل الصّالح هو العبادات الّتي شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده وكلّفهم بها، فالصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ونظام المعاملات في حركة الحياة ينظّم العلاقة بين الأفراد والجماعات، وليس لأحدٍ أن يعبد الله جلَّ جلاله بطريقةٍ لم يشرّعها المولى سبحانه وتعالى ، إلّا أن يتطوّع، فإذا توفّر الإيمان والعمل الصّالح اعترضت غفلاتٌ إجباريّةٌ طريق الإنسان؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «كلّ بني آدم خطّاء، وخير الخطّائين التّوّابون»([1])، فكان لا بدّ من العنصر الثّالث.
﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾: النّفس بطبيعتها تغفل عن المنهج، قد تغلبها الأهواء والشّهوات فتنحرف عن الغايات فتحتاج إلى من ينبّهها ويزيل عنها هذه الغفلة، ويردّها إلى الحقّ.