الآية رقم (43) - إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَـكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

(إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ): وهذا ما يُسمّى الإعداد النّفسيّ، فالله سبحانه وتعالى أرى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : في منامه أنّ عدد المشركين قليلٌ، مع أنّهم أكثر بثلاثة أضعاف.

(وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ): سيكون هناك وهنٌ وضعفٌ؛ بأنّهم لن يستطيعوا أن يواجهوا هذه الأعداد كلّها وهذه القوّة والسّلاح؛ لأنّهم فئةٌ قليلةٌ لا تملك شيئاً في مواجهة الفئة المدعّمة بكلّ شيء، فإذاً لو أراهم الله سبحانه وتعالى حقيقة عدوّهم لكان هناك فشلٌ وتنازعٌ في الأمر.

(وَلَٰكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ ۗ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ): هو عليمٌ بذات الصّدور، أي بداخل الصّدور، فهو يعلم السّرّ وأخفى، وقد أراد سبحانه وتعالى أن يسلّم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: والمؤمنين معه فكان هذا من باب الإعداد النّفسيّ لهذه الموقعة، وقد أراد سبحانه وتعالى أن يصوّر لنا الجوّ الّذي كان لأوّل لقاءٍ وصدامٍ بين الحقّ والباطل.

إِذْ: بدل ثان من يوم في قوله يوم الفرقان. أو ظرف متعلق بقوله سميع أو عليم.

يُرِيكَهُمُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول. والهاء مفعول به ثان والميم لجمع الذكور.

اللَّهُ: فاعل.

فِي مَنامِكَ: متعلقان بالفعل، والجملة في محل جر بالإضافة.

قَلِيلًا: مفعول به ثالث.

«وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً» الجملة معطوفة.

لَفَشِلْتُمْ: فعل ماض والتاء فاعله والميم لجمع الذكور، واللام واقعة في جواب الشرط فالجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

جملة «وَلَتَنازَعْتُمْ» معطوفة.

فِي الْأَمْرِ: متعلقان بالفعل

وَلكِنَّ اللَّهَ: لكن واسمها

جملة «سَلَّمَ» في محل رفع خبرها والجملة الاسمية معطوفة.

إِنَّهُ عَلِيمٌ: إن واسمها وخبرها.

بِذاتِ: متعلقان بعليم.

الصُّدُورِ: مضاف إليه والجملة مستأنفة.

فِي مَنامِكَ: نومك.

قَلِيلًا: أي عددًا قليلا، فأخبرت به أصحابك فسرّوا.

لَفَشِلْتُمْ: جبنتم.

وَلَتَنازَعْتُمْ: اختلفتم.

فِي الْأَمْرِ: أمر القتال.

وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ: أي سلمكم من الفشل والتنازع بِذاتِ الصُّدُورِ بما في القلوب.