(إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ): وهذا ما يُسمّى الإعداد النّفسيّ، فالله سبحانه وتعالى أرى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : في منامه أنّ عدد المشركين قليلٌ، مع أنّهم أكثر بثلاثة أضعاف.
(وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ): سيكون هناك وهنٌ وضعفٌ؛ بأنّهم لن يستطيعوا أن يواجهوا هذه الأعداد كلّها وهذه القوّة والسّلاح؛ لأنّهم فئةٌ قليلةٌ لا تملك شيئاً في مواجهة الفئة المدعّمة بكلّ شيء، فإذاً لو أراهم الله سبحانه وتعالى حقيقة عدوّهم لكان هناك فشلٌ وتنازعٌ في الأمر.
(وَلَٰكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ ۗ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ): هو عليمٌ بذات الصّدور، أي بداخل الصّدور، فهو يعلم السّرّ وأخفى، وقد أراد سبحانه وتعالى أن يسلّم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: والمؤمنين معه فكان هذا من باب الإعداد النّفسيّ لهذه الموقعة، وقد أراد سبحانه وتعالى أن يصوّر لنا الجوّ الّذي كان لأوّل لقاءٍ وصدامٍ بين الحقّ والباطل.