﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ﴾: أصل الكلمة: يا أبي، نجد في اللّغة العربيّة كلمات أبي أبتِ أبتاه، وكلّها تؤدّي معنى الأبوّة، وإن كان لكلٍّ منها ملحظٌ لغويٌّ.
﴿ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾: نحن نرى الشّمس والقمر، لكن في وقت ظهورهما، بينما حلم يوسف عليه السّلام بأنّه رآهما معًا ومعهما الكواكب، فالكواكب متناثرةٌ في السّماء، آلافٌ لا حصر لها، فكيف يرى يوسف أحد عشر كوكبًا فقط قد جُمعوا مع الشّمس والقمر؟! لا بدّ أنّها اتّصفت بصفاتٍ خاصّةٍ ميّزتها عن غيرها من الكواكب الأخرى حتّى استطاع يوسف أن يعدّها في الرّؤيا، هو رآها في الرّؤيا شمسًا وقمرًا وأحد عشر كوكبًا، ثمّ رآها بعد ذلك ساجدةً، لنرى دقّة الأداء القرآنيّ، هذا يعني أنّه رآها أوّلًا بصفاتها الّتي نرى بها الشّمس والقمر والنّجوم من غير سجودٍ، ثمّ رآها عليه السّلام وهي ساجدةً له، بمعنى الخضوع لأمر الله سبحانه وتعالى.
﴿سَاجِدِينَ﴾: جمع مذكّر سالم، ولا يُجمع جمع المذكّر السّالم إلّا إذا كان المفرد عاقلًا، والعقل يتميّز بقدرة الاختيار بين البدائل، فهم لم يسجدوا ليوسف عليه السّلام وإنّما سجدوا بأمرٍ من الله تبارك وتعالى، فهم يعقلون أمر الله جلّ وعلا.