الآية رقم (14) - إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ

يوجد أمامنا الآن اثنين من المرسلين كذّبهم القوم فعزّز الله سبحانه وتعالى بثالث، لماذا لم يقل: فعزّزناهما بثالث؟ لأنّ الله سبحانه وتعالى يعزّز الحقّ ولا يعزّز الأنبياء.

فقد جاؤوا إلى قومٍ ضالّين، ولديهم كثيرٌ من الجحود، والنّكران بالإيمان.

﴿فَعَزَّزْنَا﴾: أي قوَّيْنا.

﴿فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ﴾: بدأ هنا حوار عقل وفكر، ولذلك الإسلام ليس إسلام قهر ولا إرهاب، لنلحظ كيف ينتهي الحوار الفكريّ بين من لديه الحجّة والبيان وبين من ليس لديه الحجّة أو البيان، قالوا: إنّا إليكم مرسلون، بدأ الحوار، فلمّا كذَّبوا وأنكروا للمرّة الثّانية كان لا بُدَّ من تأكيد الكلام على هذا النّحو: ﴿إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ﴾، وكلّ كلمة من هذه العبارة فيها تأكيدٌ، أوّلاً بـ(إنَّ)، ثمّ أسلوب القصر في تقديم الجار والمجرور ﴿ إِلَيْكُمْ ﴾.

«إِذْ» ظرف زمان بدل من إذ الأولى

«أَرْسَلْنا» ماض وفاعله والجملة مضاف إليه

«إِلَيْهِمُ» متعلقان بالفعل قبلهما

«اثْنَيْنِ» مفعول به منصوب بالياء

«فَكَذَّبُوهُما» ماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة

«فَعَزَّزْنا» الفاء عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة

«بِثالِثٍ» متعلقان بعززنا

«فَقالُوا» ماض وفاعله

«إِنَّا» إن ونا المدغمة بها اسمها

«إِلَيْكُمْ» متعلقان بما بعدهما

«مُرْسَلُونَ» خبر إن المرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والجملة في محل نصب مقول القول.

فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ أي قوينا وشددنا. يقال: عزز منه، أي قوّ من قلبه. وتعزز لحم الناقة: إذ صلب.