الآية رقم (1) - إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ

﴿نَصْرُ اللَّـهِ﴾: النّصر: فيه التحامٌ بمعركةٍ بين فريقين، ينتهي بانتصار أحدهما على الآخر.

﴿وَالْفَتْحُ﴾: الدّخول في الدّين من غير قتالٍ.

فكأنّ هذه الآيات تُبشّر الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم بالأمرين سويّةً، نصرٌ وفتحٌ، النصر يدلّ على القوّة، والفتح يدلّ على الـمُسالمة، فكانت الحكمة أن يجمع الله سبحانه وتعالى لرسوله ولدعوته نوعين من التّأييد، في حالة الحرب وفي حالة السّلم، وإذا نظرنا إلى تاريخ الدّعوة الإسلاميّة، نجدها انساحت في أنحاء العالم كلّه بما ليس له نظيرٌ في دعوةٍ أخرى على مرّ التّاريخ. هذا الانتشار كان له جناحان، الأوّل: قوّةٌ عسكريّةٌ يندفع بها الفاتحون، والثّاني: مبادئ وقيمٌ جذبت النّاس إلى دين الله سبحانه وتعالى، بحيث رأوا فيه الـمُخلِّص لهم فيما هم فيه من فسادٍ، فبعد أن انتصر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وظهرت دعوته سارعوا إليها، ودخل النّاس في دين الله سبحانه وتعالى أفواجاً، وكانوا قبل ذلك يدخلون فيه فُرادى، فنحن أمام نصرٍ وفتحٍ، نصرٍ في ساحة القتال، وفتحٍ ودخولٍ للنّاس في دين الله جلَّ جلاله من غير قتال.

إِذا: ظرفية شرطية غير جازمة

جاءَ نَصْرُ اللَّهِ: ماض وفاعله ولفظ الجلالة مضاف إليه والجملة ابتدائية لا محل لها

وَالْفَتْحُ: معطوف على ما قبله.

نَصْرُ اللَّهِ: النصر: العون أو الإعانة على تحصيل المطلوب.

وَالْفَتْحُ: تحصيل المطلوب الذي كان متعلقًا أو موقوفًا، أو الفصل بين الفريقين المتحاربين بانتصار أحدهما على الآخر، والمراد به هنا فتح مكة

فالفرق بين النصر والفتح: أن النصر كالسبب للفتح، فلهذا بدأ بذكر النصر، وعطف الفتح عليه