﴿أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا﴾: فهؤلاء الّذين اتّصفوا بهذه الصّفات الخمس هم المؤمنون حقّاً؛ لأنّ الإيمان ليس بالتّمنّي ولا بالتّحلّي، وإنّما الإيمان ما وقر في القلب وصدّقه العمل.
الحقّ: هو الشّيء الثّابت الّذي لا يتغير.
﴿لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾: بقدر ما يقدّم الإنسان من عملٍ ترتفع درجته عند ربّه سبحانه وتعالى، فهؤلاء المؤمنون الّذين وصفهم الله سبحانه وتعالى بهذه الصّفات لهم هذه الدّرجات، وكلٌّ له درجةٌ حسب إخلاصه وحسب نيّته وما يقوم به من عملٍ صالحٍ.
﴿وَمَغْفِرَةٌ﴾: المغفرة من الله سبحانه وتعالى؛ لأنّ: «كلّ بني آدم خطّاء، وخير الخطّائين التّوّابون»([1]) كما قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فالإنسان أوّل ما يطمع به هو مغفرة الله سبحانه وتعالى ، قال سبحانه وتعالى: ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ* وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ﴾ [الحجر].
﴿وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾: الرّزق الّذي يكون من الكريم جلّ جلاله وهو كريمٌ بحدّ ذاته، إنّه لا ينفد عطاؤه، فهو رزقٌ كريمٌ لا حدود له، ولا يقف عند حدٍّ من الكريم من الله سبحانه وتعالى.