الآية رقم (5) - أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

الّذين يُقيمون الصّلاة، ويؤمنون بما أُنزل على سيّدنا محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم وبما أُنزل من قبله، ويؤمنون بالآخرة، ويؤمنون بكلّ الدّيانات، ولا يرتكبون الجرائم، ولا يسرقون ولا يرتشون ولا يزنون ولا يكذبون ولا ينمّون ولا يعقّون والديهم، أولئك هم المتّقون، وهذا هو الدّين الّذي يدينون به، ورسول الله عليه الصّلاة والسّلام يقول: «إنّما بُعثتُ لأتمّم مكارم الأخلاق»([1]).

﴿الْمُفْلِحُونَ﴾: من الفلاح، وهم الفائزون، والكلمة من الفلاحة، فالفلّاح يحصد الزّرع من الأرض بعد بذرها وتعهّدها، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ﴾ [البقرة: من الآية 261]، فالحبّة عندما تلقى في الأرض تعطي سبع مئة حبّة، ومن هنا تأتي قضيّة الفلاح، والله سبحانه وتعالى يُضاعف العطاء لمن يشاء.


([1]) سنن البيهقيّ الكبرى: كتاب الشّهادات، باب بيان مكارم الأخلاق ومعاليها، رقم الحديث (20571).

أُولئِكَ: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف للخطاب.

عَلى هُدىً: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر التقدير أولئك سائرون على هدى.

مِنْ رَبِّهِمْ: متعلقان بمحذوف صفة لهدى التقدير هدى نازل وجملة أولئك استئنافية لا محل لها.

وَأُولئِكَ: الواو عاطفة، أولئك اسم إشارة مبتدأ.

هُمُ: مبتدأ ثان، ضمير منفصل.

الْمُفْلِحُونَ: خبر هم، مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم.

(هم المفلحون): خبر أولئك.

هُدىً لِلْمُتَّقِينَ مجاز مرسل أو عقلي، أسند الهداية للقرآن، لأنه سبب الهداية، والهادي في الحقيقة هو الله تعالى.

أُولئِكَ عَلى هُدىً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ: للعناية بشأن المتقين.

من رَبِّهِمْ: للحصر فيهم.