المؤمن الّذي يصاب بمصيبة يقول كما أخبر سبحانه وتعالى: ﴿لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا﴾ [التّوبة: من الآية 51]، قال: ﴿لَنَا﴾ ولم يقل: (علينا)، لو قال: علينا، لكانت المصيبة ليست لصالحنا.
﴿لَنَا﴾: أي أنّ عاقبة ومآل الصّبر على المصيبة هي لنا، لصالحنا إمّا أن يكون ذلك في الدّنيا أو أن يكون في الآخرة، أنت تعيش في الدّنيا في كلّ أحوالها وأنت ترغب أن يتحقّق لك الخير من الله، فإذا نلت الخير من خلال الصّبر على المصاب نلت الصّلوات من ربّك، كما قال تبارك وتعالى: ﴿عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ﴾ والصّلوات من الإنسان دعاء، ومن الملائكة استغفار، ومن الله رحمات، عندما يصلّي الله على عباده تتحقّق الرّحمات والعطاءات لهم، ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ [الأحزاب]، والملائكة تستغفر لعباده.
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ [الأحزاب: من الآية 56]، أمّا أنت فتدعو الله، فإذا أمرك الله بالصّلاة والسّلام على رسوله محمّدٍ، فنفع صلاتك يعود عليك، وليس على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، لماذا؟ لأنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «من صلّى عليّ صلاة صلّى الله عليه بها عشراً»([1])، أي تحقّقت عشرة عطاءات من الله عزَّ وجلّ لكلّ من صلّى على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مرّة، كذلك إذا صبرت وقلت: ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾ [البقرة]، فقد حقّقت الغاية الموصلة إلى رضا الله وعطاءاته، فـ: ﴿أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾، والهداية هي الطّريق الّذي يوصل للغاية، وهي أن تنال رحمة الله سبحانه وتعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ