(أُحِلَّ لَكُمْ): أي ما يتعلق بالجماع ومقدّماته، هو حلال ليلة الصّيام، قال سبحانه وتعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الرّوم].
انظروا لدقّة الآيات، المشكلة بالإنسان أنّنا لا نرتقي إلى كمالات كلام الله، لو أنّنا نسمو لكمالات كلام الله لم يكن هناك مشكلة في الوجود، عندما قال: (أُحِلَّ لَكُمْ) ماذا يجول في ذهن الإنسان؟ يذهب بذهنه إلى شهوة الجنس؛ لأنّه مُنع أثناء الصّيام منها كما مُنع من الطّعام والشّراب، وسُمح له الطّعام والشّراب باللّيل فيُسمح له بها، لكن التّنزيل مباشرة أعطى المرأة حقّاً، لم تستطع قوانين الأرض ولن تستطيع أن تُعطيه للمرأة عندما قال سبحانه وتعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ) وكأنّ النّساء فقط للجنس قال: (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ) فأعظم من هذا مساواةً وحقوقاً للمرأة، لا يمكن أن تأتي في جملة على وجه الأرض أبداً، أعطوني كلّ القوانين وكلّ الأنظمة لا يمكن أن تأتي بجملة (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ).
(هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ): اللّباس هو السّتر الّذي يلتصق بالإنسان فكأنّ الرّجل هو ستر للمرأة، كما المرأة ستر للرّجل، المرأة والرّجل لهما الدّور نفسه، هذه مساواة وهذا عطاء وهذه قيمة المرأة، وليست المرأة للمتعة كما يعتقد الجهلة من النّاس، فما أعظم هذه الآيات القرآنيّة الّتي تبيّن العلاقة بين الرّجل والمرأة، وتعطي المرأة الحقوق كاملة.