الآية رقم (78) - أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللّهِ فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا

لذلك يقول الشّاعر:

نَسِيْرُ إلى الآجالِ في كُلِّ لَحظةٍ
ولم أَرَ مِثْلَ الموتِ حقّاً كَأنّما
ومَا أَصْعَبَ التّفرِيطَ في زَمَنِ الصّبا
تَرَحَّلْ من الدّنيا بزادٍ مِنَ التُّقى

وأَعْمَارُنا تُطوَى وَهُنّ مَراحلُ
إذا مَا تَخطّته الأَمانيُّ باطلُ
فَكَيفَ بهِ والشَّيْبُ للرّأْسِ شَاملُ
فعمرُكَ أَيّامٌ وهنّ قَلائِلُ

كان سيّدنا الإمام عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه يقول: “مسكينٌ ابنُ آدَمَ، مَكتومُ الأجل، مَكنونُ العِلَل، محفوظ العمل، تؤلِمه البقَّة، وتقتله الشَّرْقَةُ، وَتُنتِنهُ العَرْقَة، عجبت كيف يفرح بالدّنيا مَن يومه يهدم شهره، وشهره يهدم سنته، وسنته تهدم عمره، كيف يفرح بالدّنيا مَن تقوده حياته إلى موته ويقوده عمره إلى أجله”.

أَيْنَما: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بتكونوا التامة أو بخبرها إن كانت ناقصة

تَكُونُوا: فعل مضارع تام والواو فاعل أو مضارع ناقص والواو اسمها وهو مجزوم بحذف النون لأنه فعل الشرط

يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط ومفعوله وفاعله والجملة لا محل لها جواب شرط غير مقترن بالفاء الرابطة لجواب الشرط أو بإذا الفجائية.

وَلَوْ: الواو حالية لو شرطية

كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ: كان واسمها والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبرها والجملة حالية

مُشَيَّدَةٍ: صفة.

وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ: إن شرطية جازمة وفعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ومفعوله وفاعله والجملة مستأنفة

يَقُولُوا: فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وفاعله الواو.

هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ: اسم الإشارة مبتدأ والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر والجملة مقول القول

وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ: إعرابها كسابقتها والواو عاطفة.

قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ: كل مبتدأ والجار والمجرور بعده متعلقان بمحذوف خبره الله لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة مفعول به بعد الفعل قل

فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ: ما اسم استفهام مبتدأ والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبره

الْقَوْمِ: بدل مجرور والجملة مستأنفة بعد الفاء

لا يَكادُونَ: فعل مضارع ناقص والواو اسمها ولا نافية لا عمل لها

يَفْقَهُونَ حَدِيثاً: فعل مضارع وفاعله ومفعوله والجملة في محل نصب خبر يكادون وجملة لا يكادون في محل نصب حال.

أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ: أي في أي مكان كنتم يلحقكم الموت.

بُرُوجٍ: جمع برج وهو القصر أو الحصن.

مُشَيَّدَةٍ: عالية مرتفعة، وقيل: مطليّة بالشّيد: وهو الجصّ (الجبس) وقد يراد بالبروج المشيدة: القلاع أو الحصون المتينة التي يحتمي فيها الجند من العدو.

حَسَنَةٌ: شيء حسن عند صاحبه كالخصب والسعة والظفر بالغنيمة.

سَيِّئَةٌ: ما تسوء صاحبها كالشدة والبلاء والجدب والهزيمة والجرح والقتل.

يَفْقَهُونَ حَدِيثاً: يفهمون كلاماً يلقى إليهم، أي لا يقاربون أن يفهموا، ونفي مقاربة الفعل أشدّ من نفيه.