لماذا جاء هذا المثل؟ جاء المثل؛ لأنّه خبّأ المال لأولاده الضّعفاء، أنا أعمل من أجل أولادي أريد أن أعمل بيت لابني وبيت لابنتي وهذا يريد كذا وهذا يريد كذا.. فالقضيّة لا تتعلّق فقط بالنّفس، إنّما تتعلّق بمتابعة الأمر مع الأولاد، قال سبحانه وتعالى: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا) [النّساء]، فإذا كنت تخاف على أولادك فعليك أن تفعل كما قال سبحانه وتعالى: (فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا)، فعندما لم يؤدّ ما عليه، كانت النّتيجة أنّ جنّته وما فيها من نخيل وأعناب وأنهار تجري من تحتها أصابها إعصار سريع بلحظة واحدة فاحترقت وذهب كلّ شيء.
(كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ): في الآيات الّتي سبقت أخرج الله الرّياء من دائرة الإنفاق، وهنا يبيّن للذي يريد أن يأمّن على أولاده ماذا يفعل، ذُكر ذلك في سورة (الكهف) في قوله سبحانه وتعالى: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ) [الكهف: من الآية 82]، إذاً صلاح الآباء هو ميراث الأبناء.