الآية رقم (266) - أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ

لماذا جاء هذا المثل؟ جاء المثل؛ لأنّه خبّأ المال لأولاده الضّعفاء، أنا أعمل من أجل أولادي أريد أن أعمل بيت لابني وبيت لابنتي وهذا يريد كذا وهذا يريد كذا.. فالقضيّة لا تتعلّق فقط بالنّفس، إنّما تتعلّق بمتابعة الأمر مع الأولاد، قال سبحانه وتعالى: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا) [النّساء]، فإذا كنت تخاف على أولادك فعليك أن تفعل كما قال سبحانه وتعالى: (فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا)، فعندما لم يؤدّ ما عليه، كانت النّتيجة أنّ جنّته وما فيها من نخيل وأعناب وأنهار تجري من تحتها أصابها إعصار سريع بلحظة واحدة فاحترقت وذهب كلّ شيء.

(كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ): في الآيات الّتي سبقت أخرج الله الرّياء من دائرة الإنفاق، وهنا يبيّن للذي يريد أن يأمّن على أولاده ماذا يفعل، ذُكر ذلك في سورة (الكهف) في قوله سبحانه وتعالى: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ) [الكهف: من الآية 82]، إذاً صلاح الآباء هو ميراث الأبناء.

أَيَوَدُّ: الهمزة للاستفهام

يَوَدُّ أَحَدُكُمْ: فعل مضارع وفاعل

أَنْ تَكُونَ: المصدر المؤول في محل نصب مفعول به

لَهُ: متعلقان بمحذوف خبر

جَنَّةٌ: اسم تكون

مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ: متعلقان بمحذوف صفة جنة

وَأَعْنابٍ: عطف على نخيل

تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور وفاعله والجملة صفة لجنة

لَهُ: متعلقان بمحذوف خبر مقدم

فِيها: متعلقان بمحذوف الخبر أيضا والتقدير رزق عميم له فيها

مِنْ كُلِّ: متعلقان بمحذوف صفة للمبتدأ

الثَّمَراتِ: مضاف إليه، والجملة صفة ثالثة لجنة

وَأَصابَهُ الْكِبَرُ: فعل ماض ومفعول به وفاعله والجملة في محل نصب حال على تقدير قد

وَلَهُ: الواو عاطفة له متعلقان بمحذوف خبر مقدم

ذُرِّيَّةٌ: مبتدأ

ضُعَفاءُ: صفة والجملة معطوفة على ما قبلها

«فَأَصابَها إِعْصارٌ»: الجملة معطوفة

فِيهِ نارٌ: الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ نار والجملة صفة إعصار

فَاحْتَرَقَتْ: عطف على أصابها

كَذلِكَ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق

يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ: فعل مضارع وفاعل ومفعول به منصوب بالكسرة والجار والمجرور متعلقان بالفعل وجملة يبين استئنافية

لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ: لعل واسمها وجملة تتفكرون خبرها والجملة الاسمية في محل نصب حال.

أَيَوَدُّ: أيحب، والهمزة للاستفهام الإنكاري والنفي، أي ما يود أحد ذلك.

وَأَعْنابٍ: ثمر الكرم

وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ: أولاد صغار لا يقدرون على شيء.

إِعْصارٌ: ريح شديدة، تستدير في الأرض بشدة، ثم ترتفع إلى الجو حاملة الغبار، كهيئة العمود وهي الزوبعة نارٌ سموم شديدة

المراد: ريح فيها برد شديد وسموم يحرق الشجر كَذلِكَ كما بين ما ذكر

يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ، لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ: فتعتبروا.

وهذا تمثيل لنفقة المرائي والمانّ، في ذهابها وعدم نفعها، مع أن أحوج ما يكون لثوابها في الآخرة.