فهم ﴿يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم﴾: لم يلتفتوا إلى الغيث الّذي أحيا الله سبحانه وتعالى به الأرض بعد موتها، ولا إلى الخير المحيط بهم، بل جعلوا أصابعهم في آذانهم من شدّة الخوف، والله محيط بالكافرين.
الصّيّب: المطر الّذي فيه خير، وهو الغيث، ومع هذا الخير ظلماتٌ ورعدٌ وبرقٌ، فالخير من المطر، والخوف من الرّعد والبرق والظّلمة.
وقد تصيب الإنسان بعض الابتلاءات أثناء نزول الخير، فالمطر يحيي الأرض والنّاس، وهو من أعظم النّعم الّتي أنعم الله سبحانه وتعالى بها على البشر، فإنْ صاحَبَها بعض الرّعد والظّلمة.. إذا بالإنسان يترك الخير كلّه ويلتفت إلى هذه الصّغائر المحيطة بالخير، فهو يريد الهداية من غير ابتلاء، والنّجاح من غير تعب.
﴿يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم﴾: لم يقل الله تبارك وتعالى: يجعلون أناملهم، ولكن من شدّة الخوف شبّه الله سبحانه وتعالى شدّة خوفهم، وكأنّهم قد أدخلوا أصابعهم كاملة في آذانهم، خوفاً من الصّاعقة، والله سبحانه وتعالى محيط بالكافرين.