الآية رقم (100) - أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ

﴿أَوَلَمْ يَهْدِ﴾: يهدي؛ أي يبيّن.

﴿لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا﴾: أي أنّنا جميعاً نرث الأرض بما فيها وما عليها، ورِثْنا أقواماً سابقين عن أجدادنا وآبائنا، وسيرِثُنا أبناؤنا هذه هي الحياة، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: من الآية 140].

﴿أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ﴾: كلّ شيءٍ معلّقٌ بالمشيئة الإلهيّة، ليست فقط مشيئة الله سبحانه وتعالى لكن هذه مشيئتك أنت؛ لأنّك أذنبت، فعليك ألّا ترتكب الذّنوب حتّى لا تُصاب بها.

﴿وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ﴾: الطّبع هو الختم كما قال سبحانه وتعالى: ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ﴾ [البقرة: من الآية 7]، القلب هو وعاء الإيمان فإذا طُبع على القلب لا يدخله الإيمان ويبقى الكفر في داخله.

﴿فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ﴾: أي لا يستفيدون ممّا يسمعون من الأنبياء عليهم السَّلام ومن الآيات والدّلائل فإذاً هم لا يسمعون، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ [الحجّ: من الآية 46].

أَوَلَمْ يَهْدِ: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة، الواو عاطفة والهمزة للاستفهام.

لِلَّذِينَ: متعلقان بالفعل والجملة معطوفة.

يَرِثُونَ الْأَرْضَ: فعل مضارع وفاعله ومفعوله والجملة صلة الموصول.

مِنْ بَعْدِ: متعلقان بيرثون.

أَهْلِها: مضاف إليه والهاء في محل جر بالإضافة.

أَنْ: مخففة من أنّ واسمها ضمير الشأن محذوف وتقديره أنه.

لَوْ: حرف شرط غير جازم.

نَشاءُ: فعل مضارع، والفاعل مستتر، وجملة نشاء في محل رفع خبر، وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل رفع فاعل يهد، أو في محل نصب مفعول به وفاعل يهد ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الله.

أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده، و (نا) فاعله والهاء مفعوله، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن، والواو استئنافية.

فَهُمْ: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.

لا يَسْمَعُونَ: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو فاعل و (لا) نافية، والجملة في محل رفع خبر،

الجملة الاسمية (فهم لا يسمعون) معطوفة.

أَوَلَمْ يَهْدِ: يتبين، يقال: هداه السبيل، وهداه له وإليه، أي دلّه عليه وبيّنه له

يَرِثُونَ الْأَرْضَ: بالسكنى مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أي بعد هلاك أهلها

أَصَبْناهُمْ: بالعذاب

وَنَطْبَعُ: نختم

فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ: الموعظة سماع تدبر.