الآية رقم (126) - أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ

كلّ عامٍ هناك مصائب وفضائح للمنافقين، وهنا يذكّرهم الحقّ سبحانه وتعالى  بأنّ رسول الله ﷺ يصفّيهم في كلّ عامٍ؛ أي يقول: هؤلاء مؤمنون وهؤلاء منافقون، بدليل أنّه عند موت المنافق كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم لا يصلّي عليه وذلك بعد أن أمره الله سبحانه وتعالى  بقوله: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ﴾ ]التّوبة[.

﴿يُفْتَنُونَ﴾:الأصل في الفتنة أنّها امتحانٌ واختبارٌ، والاختبار ليس مذموماً، لكنّ المولى سبحانه وتعالى يبيّن أنّه كان لا بدّ أن يتوبوا أو يتّعظوا ويعلموا أن وقوفهم ضدّ الإسلام لم ولن يحجب الإسلام أبداً، فلماذا لا يتذكّر كلٌّ منهم نفسه، ويرى أنّ مصلحته الدّنيويّة والأخرويّة في الإيمان؟

«أَوَلا»: الهمزة للاستفهام والواو عاطفة ولا نافية.

«يَرَوْنَ»: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة معطوفة.

«أَنَّهُمْ»: أن واسمها والجملة سدت مسد مفعولي يرون.

«يُفْتَنُونَ»: مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو نائب فاعل والجملة خبر.

«فِي كُلِّ»: متعلقان بيفتنون.

«عامٍ»: مضاف إليه.

«مَرَّةً»: ظرف زمان.

«أَوْ»: حرف عطف.

«مَرَّتَيْنِ»: معطوف على مرة.

«ثُمَّ»: حرف عطف.

«لا»: نافية.

«يَتُوبُونَ»: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة معطوفة.

«وَلا»: الواو عاطفة ولا زائدة.

«هُمْ»: مبتدأ والجملة معطوفة.

«يَذَّكَّرُونَ»: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر.

أَوَلا يَرَوْنَ: أي المنافقون، يا أيها المؤمنون يُفْتَنُونَ يبتلون بأصناف البلاء، أو بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فيعاينون ما يظهر عليه من الآيات.

فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ: أي أنهم يتعرضون للعذاب في الدنيا في كل عام مرة أو مرتين، وقال مقاتل: يفضحون بإظهار نفاقهم كل سنة مرة أو مرتين.

ثُمَّ لا يَتُوبُونَ: من نفاقهم.

وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ: يتعظون.