الآية رقم (1) - أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ

﴿أَلْهَاكُمُ﴾: شغلكم، واللّهو: الانصراف إلى ما يدعو إليه الهوى.

أي شغلكم التّكاثر بالأموال والأولاد وغير ذلك من المقاييس والموازين، (تكاثر) على وزن: (تفاعل)، هذه الصّيغة تدلّ على المشاركة في الفعل من طرفين، كما نقول: تقابل الفريقان فكلٌّ منهما في هذه الحالة فاعلٌ ومفعولٌ، فاعلٌ من جهةٍ، ومفعولٌ من جهةٍ أخرى، نقول: تشاجر زيدٌ وعمرٌو فالشّجار حدث من كلٍّ منهما، وكذلك التّكاثر، نقول: تكاثر القوم؛ أي كاثر بعضهم بعضاً، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ ؛ أي شغلتكم الـمُكاثرة بما أنتم فيه من نعيم الدّنيا، وكلّ إنسانٍ يُكاثر الآخر، يقول: أنا مالي أكثر من مالك، أو: ولدي أكثر من ولدك، أو: آبائي أكثر من آبائك، وينصرف المجهود ونُشغل أنفسنا بهذه الـمُكاثرة، لكنّ الله سبحانه وتعالى أورد المعنى العامّ، فلم يقل: (ألهاكم التّكاثر فيما تملكون)، أو: (ألهاكم التّكاثر فيما تطلبون)، لا بل بكلّ شيءٍ.

﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾: ألهاكم ما لا يعنيكم، وشغلكم ما لا يفيد عمّا يفيد.

كلمة: ﴿أَلْهَاكُمُ﴾ من الإلهاء، وهو أن يكون هناك شيءٌ يسيطر على فكر الإنسان فيجعل غير المطلوب منه أهمّ من المطلوب فيوجّه طاقته إليه، واللّعب قريبٌ في معناه من الإلهاء؛ لأنّه انشغالٌ بشيءٍ آخر، والحقّ سبحانه وتعالى  عندما تعرّض لمسألة اللّهو في القرآن الكريم جاء باللّهو بعد اللّعب، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾ [محمّد: من الآية 36]، إلّا في موضعٍ واحدٍ سبق اللّهو اللّعبَ، قال جلَّ جلاله : ﴿وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ﴾ [العنكبوت: من الآية 64]، ولم يقل الحقّ سبحانه وتعالى: (لعبتم)، وإنّما قال: ﴿أَلْهَاكُمُ﴾ ، فاللّهو إذا كان يُشغل الإنسان بأمرٍ تافهٍ عن أمرٍ مهمٍّ فهو حرام.

أَلْهاكُمُ: ماض ومفعوله

التَّكاثُرُ: فاعل والجملة ابتدائية لا محل لها.

﴿أَلْهَاكُمُ﴾: شغلكم، واللّهو: الانصراف إلى ما يدعو إليه الهوى.

﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾: ألهاكم ما لا يعنيكم، وشغلكم ما لا يفيد عمّا يفيد.

﴿التَّكَاثُرُ﴾: التفاخر بالأموال والأولاد والرجال