الآية رقم (78) - أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ

(أَلَمْ يَعْلَمُوا): الهمزة للاستفهام، ولم نافية، والخبر إمّا أن يكون مجرّداً عن النّفي، أو خبراً معه النّفي، أو خبراً معه الاستفهام، وأقوى أنواع الإخبار الخبر الموجود معه النّفي، والموجود مع النّفي الاستفهام؛ لأنّ الخبر على الصّورة الأولى يكون من المتكلّم، وعندما يقول المولى سبحانه وتعالى:(أَلَمْ يَعْلَمُوا): هذا إخبارٌ باستفهامٍ ونفي، وهو من أقوى أنواع الإخبار.

(أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ): السّرّ: هو ما يكتمه الإنسان في نفسه ولا يُطلع عليه أحداً، وليس هو ما يسرّ به للغير؛ لأنّ هذا يسمّى نجوى، وأصل النّجوى البعد، فالسّرّ: هو ما احتفظ به الإنسان لنفسه، والنّجوى: هو ما أسرّ به للغير، وهذه صورةٌ أخرى من صور المنافقين وما يفعلونه بالمؤمنين، هنا المولى سبحانه وتعالى يبيّن أنّه يعلّم السّر ويعلم النّجوى.

(وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ): ذكرنا أنّ هناك غيباً محجوباً بالزّمان، وغيباً محجوباً بالمستقبل، وغيباً محجوباً بالمكان، فالله سبحانه وتعالى علّام الغيوب، فهو سبحانه وتعالى يعلم السّرّ والنّجوى وما تخفي الصّدور، قال سبحانه وتعالى: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)  [غافر].

أَلَمْ: الهمزة حرف استفهام وإنكار.

لَمْ: حرف نفي وجزم وقلب.

يَعْلَمُوا: مضارع مجزوم.

أَنَّ اللَّه: أن ولفظ الجلالة اسمها

(يَعْلَمُ سِرَّهُمْ): في محل رفع خبرها.

وَنَجْواهُمْ: معطوف على سرهم منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. والهاء في محل جر بالإضافة وأنَّ واسمها وخبرها سدت مسد مفعولي يعلموا.

وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ: أن واسمها وخبرها.

الْغُيُوبِ: مضاف إليه والجملة الاسمية معطوفة.

هذا توبيخ , وإذا كان عالمًا فإنه سيجازيهم .