الآية رقم (63) - أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ

(أَلَمْ يَعْلَمُوا): استفهامٌ استنكاريٌّ.

(أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ): تجدهم في القرى يضعون حديدةً كحدٍّ بين قطعة أرضٍ وقطعة أرضٍ أخرى، ومن هنا جاءت كلمة يحادد؛ أي يتجاوز الفصل ما بين الحقوق، فمن يحادد الله سبحانه وتعالى يتجاوز حدوده وحدود رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فلا يقولنّ قائلٌ: “ما لنا ولحديث رسول الله؟ نحن نأخذ بالقرآن فقط”، فهذه الآيات القرآنيّة كلّها هي إجابةٌ مباشرةٌ وواضحةٌ بشكلٍ يقطع أيّ جدلٍ بأنّه لا يمكن أبداً إذا أردنا أن نطيع الله سبحانه وتعالى أن نطيعه من غير التزامنا بأوامر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فلا بدّ لنا من حديثه صلّى الله عليه وسلّم، قال سبحانه وتعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) [النّحل: من الآية 44]، هذا أمرٌ واضحٌ، فقد أمرك الله سبحانه وتعالى بالصّلاة، لكن تفاصيل الصّلاة تأخذها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكذلك الزّكاة والمواريث.. يعطي الله سبحانه وتعالى الأساس وتأخذ التّفاصيل من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وهذا بالأحكام والمعاملات والأخلاقيّات والشّرائع كلّها، إنّما الرّسول عليه الصّلاة والسّلام هو المكلّف بالبيان وكذلك هو الوحيد المفوّض بالتّشريع، فهو يشرّع ويحدّد الخاصّ والعامّ والأمور المتعلّقة بالأحكام الدّينيّة والشّرعيّة كلّها.

(ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ): الخزي هو العذاب، ومهين؛ أي أنّ جمع العذاب مع الإهانة يسمّى خزياً، فهذا هو الخزي العظيم والخزي الّذي يكون يوم القيامة.

أَلَمْ: الهمزة حرف استفهام. ولم حرف نفي وجزم وقلب

يَعْلَمُوا: مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والجملة مستأنفة.

أَنَّهُ: أن والهاء اسمها.

مَنْ: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ.

يُحادِدِ: مضارع مجزوم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.

اللَّهَ: لفظ الجلالة مفعول به.

وَرَسُولَهُ: عطف.

فَأَنَّ: الفاء رابطة لجواب الشرط.

أنَّ: حرف مشبه بالفعل.

لَهُ: متعلقان بمحذوف خبرها.

نارَ: اسمها.

جَهَنَّمَ: مضاف إليه مجرور بالفتحة بدل الكسرة للعلمية والعجمة.

خالِداً: حال.

فِيها: متعلقان باسم الفاعل «خالِداً» والجملة الاسمية في محل رفع خبر أنه. وجملة فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ من. وأنه وخبرها سدت مسد مفعولي يعلموا.

ذلِكَ: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد والكاف للخطاب.

الْخِزْيُ: خبر.

الْعَظِيمُ: صفة. والجملة مستأنفة.

أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ: أي الشأن

مَنْ يُحادِدِ: يشاقق، والمحادّة مفاعلة من الحد، كالمشاقة من الشّق، والحد: طرف الشيء، والشق: الجانب، أي يصبح كلّ في ناحية وشق بالنسبة لخصمه وعدوه، وهما بمعنى المعاداة من العدوة: وهي جانب الوادي