الآية رقم (107) - أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ

الكلام موجّه إلى كلّ من يقرأ القرآن الكريم. وإن كان موجّهاً إلى حبيبنا المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم فكلّ ما خوطب به رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم موجّه إلى النّاس جميعاً.

والـمُلك يقتضي المالِكَ والملْكَ الّذي يتصرّف فيه والملِك الّذي يحكم المالِك، والله عزَّوجل يملك الملِك والمالِك والـمُلك، وما دام الـمُلك لله سبحانه وتعالى فالحكم له في السّماوات والأرض، ويخضع لحكمه كلّ من في السّماوات والأرض.

وهذا الكلام ردّ على المشكّكين وهم اليهود الّذين شكّكوا في قضيّة النّسخ وتغيير الحكم الشّرعيّ، وقالوا: إنّ المسلمين كانوا على قبلتنا واليوم توجّهوا إلى غير قبلتنا… وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ [البقرة] ولم يكن تحويل القبلة استجابة لتقلّب وجه النّبيّ ولرغبته في التّوجّه إلى الكعبة في الصّلاة، لكن هذه أسباب، والله سبحانه وتعالى هو الّذي خلق النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وقلبه، وهو الّذي حرّك وجدان النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وحرّك الحبّ في قلبه، فقلّب وجه النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في السّماء لتأتي آية تحويل القبلة. والله سبحانه وتعالى يعرف بعلمه الكاشف ما كان وسيكون. وحين نقول: إنّ الدّعاء يردّ القضاء فهذا يعني أنّ الله تعالى بعلمه الكاشف يعلم أنّه سيكون الدّعاء وستكون الاستجابة، ولا شيء يخرج عن علم الله سبحانه وتعالى وقدرته.

أَلَمْ: الهمزة للاستفهام لم حرف جزم ونفي وقلب.

تَعْلَمْ: فعل مضارع مجزوم.

أَنَّ: حرف مشبه بالفعل.

اللَّهَ: لفظ الجلالة اسمها

لَهُ مُلْكُ: له جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، ملك مبتدأ مؤخر.

السَّماواتِ: مضاف إليه.

وَالْأَرْضِ: معطوف على السموات.

وَما: الواو عاطفة. ما نافية.

لَكُمْ: متعلقان بمحذوف خبر مقدم.

مِنْ دُونِ: متعلقان بمحذوف حال من ولي، أو بالخبر المحذوف.

اللَّهَ: لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور.

مِنْ وَلِيٍّ: اسم مجرور لفظاً مرفوع محلاً على أنَّه مبتدأ.

وَلا نَصِيرٍ: الواو عاطفة لا نافية نصير اسم معطوف على ولي.

وَلِيٍّ الولي: القريب والصديق.

والنصير: المعين، والفارق بينهما أنَّ الولي قد يضعف عن النصرة، والنصير قد يكون أجنبياً عمن ينصره.