الآية رقم (60) - أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ﴾: الزّعم: هو مطيّة الكذب.

ما هو سبب نزول هذه الآية؟ هذه الآيات تتعلّق باليهود، فقد كان في مجتمع المدينة المنوّرة المنافقون والمشركون واليهود والمسلمون، والمنافقون كانوا يزعمون أنّهم آمنوا، والإيمان لم يدخل قلوبهم.

﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ﴾: من الكتب السّابقة.

﴿يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ﴾: الطّاغوت: هو مبالغةٌ من الطّغيان والظّلم وتجاوز الحدّ، وتطلق هذه الكلمة دائماً على عمل الشّرِّ وعمل الشّيطانِ والأمور الّتي فيها تجاوزٌ على حقوق النّاس، والطّاغوت مفرد ومثنى.

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ: إعرابها كالآية «51»

يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ: الجملة صلة الموصول

جملة «آمَنُوا» خبر أن والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها سد مسد مفعولي يزعمون

بِما: متعلقان بالفعل المجهول «أُنْزِلَ»

«إِلَيْكَ» نائب فاعل

وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ: عطف على ما أنزل إليك

يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا: فعل مضارع وفاعل والمصدر المؤول من أن والفعل مفعول به وجملة يريدون حالية

إِلَى الطَّاغُوتِ: متعلقان بيتحاكموا

وَقَدْ أُمِرُوا: فعل ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعله قد حرف تحقيق والجملة في محل نصب حال

أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ: المصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بالفعل أمروا.

بِهِ: متعلقان بيكفروا.

وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ: فعل مضارع وفاعل والمصدر المؤول مفعول به والجملة معطوفة

ضَلالًا: مفعول مطلق

بَعِيداً: صفة.

يَزْعُمُونَ: الزعم: القول حقاً كان أو باطلًا، ثم كثر استعماله في الكذب.

الطَّاغُوتِ: الكثير الطغيان وهو كعب بن الأشرف.

ضَلالًا بَعِيداً: إعراضاً عن قبول الحق.