﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ﴾: فقد كان في قريش صنمان؛ أحدهما يُدعى الجبت، والثّاني الطّاغوت، فأصبح اليهود يعبدونهم، ويُقال أيضاً: الجبت: كلّ ما يتعلّق بالإشراك بالله سبحانه وتعالى، والطّاغوت: كلّ ما يتعلّق بالطّغيان وزيادة الطّغيان والظّلم.
﴿وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً﴾: هذا حال المنافقين واليهود والّذين كانوا يؤمنون بالجبت والطّاغوت، يشركون بالله بعبادتهم لهم أو بعبادة شهواتهم وأهوائهم واعتقادهم بأنّ فلاناً ينفع ويضرّ، وهذا إشراكٌ بالله سبحانه وتعالى، كما قال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أخوف ما أخاف على أمّتي الشّرك والشّهوة الخفيّة»، قلت: يا رسول الله، أتُشرك أمّتك من بعدك؟ قال: «نعم، أَمَا إنّهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا حجراً ولا وثناً، ولكن يراؤون بأعمالهم»([1])، فأحياناً يدخل الإنسان في هذا الأمر عندما يرائي ويُنافق ويعمل العمل لغير وجه الله سبحانه وتعالى، وإنّما ليُزكّي نفسه، أو أنّه يعتقد أنّ فلاناً يضرّ وينفع، ويعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، ويحيي ويميت… إلخ.