الآية رقم (83) - أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ

ينكر سبحانه وتعالى على من أراد ديناً سوى دين الله الّذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله، وهو عبادته وحده لا شريك له، الّذي أسلم له من في السّماوات والأرض، أي: استسلم له من فيهما طوعاً وكرهاً، كما قال سبحانه وتعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) [الرّعد]، وقال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) [النّحل].

فالمؤمن مستسلم بقلبه وقالبه لله سبحانه وتعالى، والكافر مستسلم لله سبحانه وتعالى كرهاً، فإنّه تحت التّسخير والقهر والسّلطان العظيم الّذي لا يُخالف ولا يُمانَع.

أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ: الهمزة للاستفهام والفاء استئنافية، غير مفعول به مقدم للفعل يبغون وغير مضاف

دين: مضاف إليه

الله: لفظ الجلالة مضاف إليه

يبغون: فعل مضارع وفاعل والجملة معطوفة.

وَلَهُ: الواو حالية والجار والمجرور متعلقان بأسلم

أَسْلَمَ: فعل ماض

مَنْ: اسم موصول في محل رفع فاعل

فِي السَّماواتِ: متعلقان بمحذوف صلة الموصول.

وَالْأَرْضِ: عطف

طَوْعاً: حال منصوبة

وَكَرْهاً: عطف

وَإِلَيْهِ: والواو عاطفة إليه متعلقان بالفعل يرجعون.

يُرْجَعُونَ: فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة معطوفة على جملة وله أسلم.

أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ: يَبْغُونَ الهمزة للإنكار أي: أيتولون غير دين الله؟

وقدم المفعول الذي هو فَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ على فعله لأنه أهم من حيث إن الإنكار متجه إلى المعبود بالباطل.

وَلَهُ أَسْلَمَ: انقاد.

طَوْعاً: اختيارا بلا إباء.

وَكَرْهاً :بالسيف بمعاينة ما يلجئ إليه.

ويوجد طباق بين طَوْعاً وكَرْهاً.