ينكر سبحانه وتعالى على من أراد ديناً سوى دين الله الّذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله، وهو عبادته وحده لا شريك له، الّذي أسلم له من في السّماوات والأرض، أي: استسلم له من فيهما طوعاً وكرهاً، كما قال سبحانه وتعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) [الرّعد]، وقال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ﲓ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) [النّحل].
فالمؤمن مستسلم بقلبه وقالبه لله سبحانه وتعالى، والكافر مستسلم لله سبحانه وتعالى كرهاً، فإنّه تحت التّسخير والقهر والسّلطان العظيم الّذي لا يُخالف ولا يُمانَع.