الآية رقم (50) - أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ

﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ﴾: هناك فارقٌ بين الجاهل والأمّيّ، فالأمّيّ الّذي لا يعرف تعلّمه فتستقيم الأمور، أمّا الجاهل فهو يعرف قضيّةً مخالفةً للواقع ومخالفة للحقّ ويتشبّث بها، ولا يريد أن يتخلّى عنها مهما بيّنت له الحقّ، فهذا أصعب بكثيرٍ من الأمّيّ؛ لأنّ الأمّيّ يمكن أن تعلّمه وتصلح حاله بالعلم أمّا الجاهل فلا، ولذلك يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ﴾، فهم تركوا التّوراة الّتي أنزلها الله سبحانه وتعالى وأخذوا من أحكام الجاهليّة.

أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ: يبغون فعل مضارع والواو فاعله وحكم مفعول به مقدم والجاهلية مضاف إليه والهمزة في أول الجملة للاستفهام، والجملة بعد فاء الاستئناف استئنافية.

وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً: من اسم استفهام في محل رفع مبتدأ وأحسن خبره تعلق به الجار والمجرور بعده

حُكْماً: تمييز

لِقَوْمٍ: متعلقان بحكماً أو بأحسن فتكون اللام بمعنى عند

يُوقِنُونَ: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة في محل جر صفة لقوم.

يَبْغُونَ: يطلبون من المداهنة والميل إذا تولوا.

لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ: اللام للبيان، أي هذا الخطاب وهذا الاستفهام لقوم يوقنون، فإنهم الذين يتيقنون أن لا أعدل من الله ولا أحسن حكمًا منه.