الآية رقم (285) - آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ

(لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ): هذا شعار الإسلام، نحن لا نفرّق في الإيمان بين الرّسل؛ لذلك نحن نؤمن بكلّ الأنبياء وبكلّ الكتب وبكلّ الرّسل الّذين ذكرهم القرآن الكريم، نحن نعظّم شعائر الله سبحانه وتعالى، ونعظّم أنبياء الله عليهم السَّلام، نؤمن بهم جميعاً، نؤمن بسيّدنا المسيح عليه السَّلام، ونؤمن بسيّدنا موسى عليه السَّلام ، نؤمن بسيّدنا إبراهيم عليه السلام، نؤمن بكلّ هذه الأديان أنّها نزلت من عند الله سبحانه وتعالى ، والكتب الّتي نزلت، نزلت من عند الله، إذاً لا نفرّق بالعقائد؛ لأنّ التّشريعات اختلفت إنمّا العقيدة عقيدة واحدة؛ لأنّها من لدن ربّ واحد، (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [الشّورى]، فالدّين لا يؤدّي إلى الفرقة، بل يؤدّي إلى تكاتف المجتمع، وهذا الأمر بنى عليه الإسلام العقيدة: (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ) ، ولكن قد يقول قائل: هناك آيات تُفرِّق، كقوله: (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ) [الإسراء: من الآية 55]، التّفضيل إمّا يكون بالمعجزات، وإمّا أنّ رسالته تسع كلّ خلق الله، كسيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم فهو خاتم الأنبياء والمرسلين.

(وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا): الّذين آمنوا قالوا سمعنا وأطعنا، أمّا اليهود: (قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا) [البقرة: من الآية 93]؛  لأنّه لا يكفي أنّك تسمع فقط وأنّك تؤمن فقط لكن يجب أن تطيع أيضاً.

(غُفْرَانَكَ رَبَّنَا): طالما سمعنا وأطعنا لماذا نطلب المغفرة؟ لأنّك مهما سمعت وأطعت فأنت مقصّر، لو بقيت كلّ حياتك وأنت ساجد لله سبحانه وتعالى فهل تكون قد وفّيت حقوق الله عليك؟ لا، إذاً تحتاج إلى المغفرة، فعندما تعصي تطلب المغفرة وعندما تطيع يجب أن تطلب المغفرة.

(وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ): فالمآل إليك يا ربّ.

 


([1]) المستدرك على الصّحيحين: ج1، ص 745، الحديث رقم (2052).

آمَنَ الرَّسُولُ: فعل ماض وفاعل

بِما: متعلقان بآمن

أُنْزِلَ: فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل هو

إِلَيْهِ: متعلقان بأنزل

مِنْ رَبِّهِ: متعلقان بأنزل

وَالْمُؤْمِنُونَ: عطف على الرسول والجملة صلة الموصول

كُلٌّ: مبتدأ

آمَنَ: فعل ماض والفاعل مستتر هو

بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ: لفظ الجلالة مجرور بالباء والجار والمجرور متعلقان بآمن وما بعده معطوف عليه والجملة خبر كل.

لا نُفَرِّقُ: لا نافية نفرق فعل مضارع والفاعل نحن

بَيْنَ: ظرف متعلق بنفرق

أَحَدٍ: مضاف إليه

مِنْ رُسُلِهِ: متعلقان بمحذوف صفة من أحد والجملة مقول القول لفعل محذوف وجملة القول المحذوف في محل نصب حال.

وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا: الواو استئنافية وفعل ماض وفاعل

جملة «سَمِعْنا» مقول القول وأطعنا عطف

غُفْرانَكَ: مفعول مطلق لفعل محذوف

رَبَّنا: منادى مضاف منصوب

وَإِلَيْكَ: الواو عاطفة إليك متعلقان بمحذوف خبر مقدم

الْمَصِيرُ: مبتدأ مؤخر والجملة معطوفة على جملة محذوفة التقدير: منك البداية وإليك المصير.

آمَنَ الرَّسُولُ: صدّق النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم

بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ: من القرآن

وَرُسُلِهِ: يقولون لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ أي في الرسالة والتشريع، فلا نفضل بعضهم على بعض في ذلك فنؤمن ببعض ونكفر ببعض

سَمِعْنا: ما أمرنا به سماع قبول وتدبر الْمَصِيرُ المرجع بالبعث.