(لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ): هذا شعار الإسلام، نحن لا نفرّق في الإيمان بين الرّسل؛ لذلك نحن نؤمن بكلّ الأنبياء وبكلّ الكتب وبكلّ الرّسل الّذين ذكرهم القرآن الكريم، نحن نعظّم شعائر الله سبحانه وتعالى، ونعظّم أنبياء الله عليهم السَّلام، نؤمن بهم جميعاً، نؤمن بسيّدنا المسيح عليه السَّلام، ونؤمن بسيّدنا موسى عليه السَّلام ، نؤمن بسيّدنا إبراهيم عليه السلام، نؤمن بكلّ هذه الأديان أنّها نزلت من عند الله سبحانه وتعالى ، والكتب الّتي نزلت، نزلت من عند الله، إذاً لا نفرّق بالعقائد؛ لأنّ التّشريعات اختلفت إنمّا العقيدة عقيدة واحدة؛ لأنّها من لدن ربّ واحد، (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [الشّورى]، فالدّين لا يؤدّي إلى الفرقة، بل يؤدّي إلى تكاتف المجتمع، وهذا الأمر بنى عليه الإسلام العقيدة: (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ) ، ولكن قد يقول قائل: هناك آيات تُفرِّق، كقوله: (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ) [الإسراء: من الآية 55]، التّفضيل إمّا يكون بالمعجزات، وإمّا أنّ رسالته تسع كلّ خلق الله، كسيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم فهو خاتم الأنبياء والمرسلين.
(وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا): الّذين آمنوا قالوا سمعنا وأطعنا، أمّا اليهود: (قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا) [البقرة: من الآية 93]؛ لأنّه لا يكفي أنّك تسمع فقط وأنّك تؤمن فقط لكن يجب أن تطيع أيضاً.
(غُفْرَانَكَ رَبَّنَا): طالما سمعنا وأطعنا لماذا نطلب المغفرة؟ لأنّك مهما سمعت وأطعت فأنت مقصّر، لو بقيت كلّ حياتك وأنت ساجد لله سبحانه وتعالى فهل تكون قد وفّيت حقوق الله عليك؟ لا، إذاً تحتاج إلى المغفرة، فعندما تعصي تطلب المغفرة وعندما تطيع يجب أن تطلب المغفرة.
(وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ): فالمآل إليك يا ربّ.