الآية رقم (21) - يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ

( يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ ): إضافةً للفوز الّذي حقّقوه في موقعة بدر فإنّ لهم بشرى أخرى، وهي رحمة الله سبحانه وتعالى ورضوانه، وهي الأساس في دخولهم الجنّة؛ لأنّهم لا يدخلون الجنّة بأعمالهم ولا بجهادهم ولا بإنفاق أموالهم، بل يدخلونها برحمة الله سبحانه وتعالى، لذلك قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «لا يدخل أحدكم الجنّة بعمله»، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلّا أن يتغمّدني الله منه برحمة وفضل»([1])، بمجرّد أنّ الله سبحانه وتعالى جعل الجنّة ثواباً لمن قدّم وعمل صالحاً في الدّنيا فهذه رحمةٌ من الله سبحانه وتعالى.

(وَرِضْوَانٍ): والرّضوان هو أن يرضى الله سبحانه وتعالى عنهم فلا يسخط بعدها أبداً، قال صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنّة: يا أهل الجنّة، فيقولون: لبّيك ربّنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك؟ فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا ربّ، وأيّ شيءٍ أفضل من ذلك؟ فيقول: أحلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً»([2]).

(وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ): ليست جنّةً واحدةً، بل جنّاتٍ فيها نعيمٌ دائمٌ، فالنّعيم المقيم هو النّعيم الدّائم، أمّا نعيم الدّنيا فزائلٌ والإنسان فيها زائلٌ أيضاً، فهو منذ ولادته يسير إلى نهايته.


([1]) مسند أحمد بن حنبل: مسند أبي هريرة رضي الله عنه، الحديث رقم (7473).
([2]) صحيح البخاريّ: كتاب الرّقاق، باب صفة الجنّة والنّار، الحديث رقم (6183).

يُبَشِّرُهُمْ: مضارع والهاء مفعوله

رَبُّهُمْ: فاعله

بِرَحْمَةٍ: متعلقان بالفعل.

مِنْهُ: متعلقان بمحذوف صفة رحمة، والجملة الفعلية في محل نصب حال.

وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ: عطف.

لَهُمْ، فِيها: متعلقان بمحذوف خبر.

نَعِيمٌ: مبتدأ مؤخر.

مُقِيمٌ: صفة. والجملة الاسمية في محل جر صفة لجنات.

يبشر هؤلاء الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله

ربُّهم برحمة منه: لهم، أنه قد رحمهم من أن يعذبهم وبرضوان منه لهم, بأنه قد رضي عنهم بطاعتهم إياه، وأدائهم ما كلَّفهم

وجنات: وبساتين

لهم فيها نعيم مقيم: لا يزول ولا يبيد, ثابت دائمٌ أبدًا لهم.