(يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ): أي على الذّهب والفضّة الّتي كانت مكنوزةً ولم تُنفق في سبيل الله سبحانه وتعالى وفي عمارة الأرض، فكلّما استُعمل المال في المصلحة العامّة منع البطالة، وحرّك دورة رأس المال والاقتصاد، وعاد بالخير على النّاس جميعاً، هذا إضافة إلى كمية الزّكاة الّتي تخرج من هذا المال.
(فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ): فلا تستقيم الأمور إذا لم يكن هناك ثوابٌ وعقابٌ، والدّين لا يؤخذ إلّا من القرآن الكريم ومن سنّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والحبّ في دين الله سبحانه وتعالى هو الأساس، فإذا فعلت ما يحبّ الله تعالى فإنّك تمنع عنك العقاب والجزاء، مثالٌ: الأب في البيت لا يستطيع أن يربّي أبناءه من غير رادعٍ، وإذا طلب منه ابنه أن يلعب بأعواد الثّقاب هل يعطيه إيّاها؟ أو أنّه إذا أخذها وأشعل النّار فسيضربه على يده ويمنعه من ذلك؟ إذاً لا تستقيم الأمور إلّا بجانبين؛ جناح الرّغبة والرّهبة، لماذا إذاً توضع القوانين والأنظمة في الدّنيا ويُعاقب الإنسان المجرم؟ هذا أمرٌ طبيعيٌّ، لكن عندما يريد إنسانٌ أن يصوّب سهامه باتّجاه الإسلام ويهاجمه يقول: لماذا هناك عقابٌ ونارٌ بالإسلام؟! فهل يريد ديناً على مزاجه؟! فلقد ورد في القرآن الكريم أن أدعوَ النّاس لامتثال أوامر الله سبحانه وتعالى حبّاً له، فقال سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران]، لكن لا بدّ أن يعرف الإنسان بأنّه إذا أساء فأمامه جهنّم.
فعندما يقول الله سبحانه وتعالى: (فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ) لماذا الجباه؟ لأنّ الجبهة هي الّتي يستقبل الإنسان الأشياء بها.