أهذا سؤالٌ للرّسل أم أنّه لمن أُرسل إليهم الرّسل؟ والجواب: هي حجّةٌ على النّاس وليس على الرّسل عليهم السَّلام.
﴿فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ﴾: ماذا أجابكم النّاس؟ هذا اليوم هو يوم الآخرة، يوم الحساب، هو اليوم الّذي يقف فيه النّاس جميعاً بين يدي الله سبحانه وتعالى ربّ العالمين، في هذا اليوم يجمع الله عزَّ وجلّ الخليقة والرّسل عليهم السَّلام، فيقول: ﴿مَاذَا أُجِبْتُمْ﴾ ما هو جواب النّاس على الرّسالات الّتي أُرسلت إليهم من قِبَلي؟ انظروا لأدب الإيمان مع الله سبحانه وتعالى ودقّة الإجابة:
﴿قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوب﴾: لماذا؟ الجواب: أوّلاً؛ لأنّ الإيمان بالله سبحانه وتعالى وتصديق الرّسل يحتاج إلى نيّاتٍ، ويقول صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنّما الأعمال بالنّيّات، وإنّما لامرىءٍ ما نوى»([1])، فقد يكون هناك منافقون كُثُر، وقد يكون هناك أناسٌ تابوا عند الموت، إذاً: ﴿لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوب﴾؛ لأنّك تعلم الغيب، وتعلم السّرّ وأخفى، حتّى لو علمنا جزءاً فإنّك تعلمه وتعلم الكلّ، وتعلم نيّات هؤلاء النّاس مَن كان منهم قد أطاعنا فيما أمرتَ به سبحانك. فهذا مِن دقّة الجواب الإيمانيّ من قِبَل الرّسل عليهم السَّلام؟!